يا دار أهلك بالسلامة عادوا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا دار أهلك بالسلامة عادوا | لا النفي أنساهم ولا الإبعاد |
بشراك إن كان الذي أملته | والكائدون تميزوا أو كادوا |
ذادوا جسوماً عن تحية ركبهم | هل عن تحيته النفوس تذاد |
زارته قبل عيوننا آمالنا | وتقدمت أبدانها الأكباد |
اليوم عيد في الكنانة كلها | هيهات تدك جاهه الأعياد |
كاد الصفاء به يتم لأهلها | لو لم تشب ذاك الصفاء حداد |
فلحكمةٍ يخشى الجبابر بأسها | ويخاف لفتة عدلها الحساد |
ضدان جاءا في مقامٍ واحدٍ | لم تجتمع في مثله الأضداد |
بالساعة البيضاء حين تبلجت | أذن المهيمن أن يلم سواد |
تلك النهاية في تجلة أمةٍ | لملوكها ما أخلوا وأفادوا |
مهما يكن فرح فليس ببالغ | فرح اللقاء وما به ميعاد |
كيف اغتباط عشيرةٍ محضتهم | منها الولاء وما يظن معاد |
ظلت على رعى الذمام مقيمةٍ | وتغير الآناء والآراد |
لقلوبها أرب وحيدٌ شاملٌ | ومآرب الناس العداد عداد |
والقوم إن صدقوا الهوى أيمانهم | فمرادهم أبد الأبيد مراد |
أهلاً وسهلاً بالألى لهمو على | قربٍ وبعدٍ ذمةٌ ووداد |
النازلين من السواد بحيث إن | فات العيون فللقلوب سواد |
الشائقين نهى العباد وما رأى | منهم سوى الأثر الجميل عباد |
لا بل رآهم كل راءٍ فضلهم | فما كسبوا أو أطعموا أو شادوا |
من كل مفخرةٍ تعضد حسنهم | فيراه في تصويرها الأشهاد |
الشمس في أوج السماء ورسمها | في الماء يدنيه السنى الوقاد |
ولها بتعداد الأشعة في الندى | صورٌ يضيق بحصرها التعداد |
في كل صنعٍ يجتلى صناعه | وبجودها تتمثل الأجواد |
شرفت أم المحسنين مباءةً | هش النبات بها وبش جماد |
ووازينت بك بعد أن خلفتها | وكأن زخرفها عليه رماد |
فإذا نظرت فكم جديد حولها | تزهى به الأغوار والنجاد |
النيل ضحاك إليك بوجهه | بشراً وقد يلفى شجاه بعاد |
والروض مهديةٌ إليك سلامها | فتسمعي ما يحمل الإنشاد |
البلبل المحكي يوقع لحنه | والطير مجمعةً تقول يعاد |
أي الجزاء يفي بمالك من يد | بيضاء ليس يفي بها الأجماد |
بل من طوالع للسعود بعثتها | في كل موقعٍ شقوةٍ ترتاد |
أو من مفارخ في البلاد ثوابتٍ | أخلدتها ولمثلها الإخلاد |
تبنين للوطن الرجال وإنما | هم في مدارس شدتها أولاد |
ومن الرمال تصاغ أصلاد الصفا | وبهن تحمي الوادي الأطواد |
للَه بين بني نوالك فتيةٌ | طلبوا الفنون فأتقنوا وأجادوا |
زادوا كنوز الشرق من تحف بما | في الغرب قصر دونه الأنداد |
وأتوا ضروباً من بدائع حذقهم | خلابةً لم يأتها الأجداد |
فاليوم تجمل في فخار بلادهم | مستحدثات العصر والأبلاد |
وسوى المدارس كم بيوت عبادةٍ | أسست حيث تشتت العباد |
ومضايفٍ وملاجئٍ ومواصفٍ | تشفي بها الأرواح والأجساد |
تلك الفضائل نولتك مكانةً | في الناس قبلك نالها أفراد |
واستعبدت لك يا مليكة معشراً | حراً يشق عليك الاستعباد |
يا خير منجيةٍ لأسنى من نمى | في النبعتين أعزةٌ أمجاد |
للمالكين السائدين بنى الأولى | ملكوا زمام العالمين وسادوا |
لو صوروا شخص الكمال لكنته | وبحسن فعلك حسنه مزداد |
ما غبت عنا كيف غيبة من لنا | في كل مكرمةٍ بها استشهاد |
ذكراك في أفواهنا يحلو لنا | تردادها إن أسأم الترداد |
وحياض رفدك لم تشح ولم يزل | عنها كعهدك يصدر الوراد |
عيشي طويلاً وابسطي الظل الذي | هو رحمةٌ ونزاهةٌ ورشاد |
إني رفعت تهانئي وقبولها | هو من لدنك السعد والإسعاد |
حررتها وسواد عيني يشتهي | لو كان منه للسطور مداد |