أرشيف المقالات

الإخلاص حماية من إغواء الشيطان

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
الإخلاص حماية من إغواء الشيطان

قال تعالى عن الشيطان وإغوائه لمن في الأرض: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الحجر: 39 - 42].
 
قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر (المخلِصين) بكسر اللام، فلا يملك الشيطان أن يزين لعباد الله المخلصين؛ لأنه عنهم محصور، ولأنهم منه في حمي، ولأن مداخله إلى نفوسهم مغلقة، وهم يعلقون أبصارهم وقلوبهم بالله.
 
إن الشيطان لا يتلقف إلا الشاردين كما يتلقف الذئب الشاردة من القطيع، فأما من يخلصون أنفسهم لله، فالله لا يتركهم للضياع، ورحمة الله أوسع بهم، ويكفي فخرًا وشرفًا أن الله نسبهم إلى نفسه.
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فعباد الله المخلصون لا يغويهم الشيطان، و(الغي) خلاف الرشد، وهو اتباع الهوى، فمن مالت نفسه إلى محرم، فليأت بعبادة الله كما أمر الله مخلصًا له الدين، فإن ذلك يصرف عنه السوء والفحشاء خشية ومحبة، والعبادة له وحده، وهذا يمنع السيئات"؛ ا.هــ.
 
ذكر ابن سعد في (الطبقات) عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
أنه كان إذا خطب على المنبر فخاف على نفسه العجب قطعه، وإذا كتب كتابًا، فخاف فيه العجب مزَّقه، وقل: "اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي".

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢