ما عُدتُ أحتمل الأرض |
فالأكبر من الأرض لا يحتملها. |
ما عُدت أحتمل الأجيال |
فالأعرف من الأجيال يضيق بها. |
ما عُدت أحتمل الجالسين |
فالجالسون دُفنوا. |
ريشة صغيرة تهبط من عصفور |
في اللّطيف الربيع |
تَقْطع رأسي. |
مُتعَب ومليء مُتعب وجميل مُتعب تحت حطب |
الغضب. |
لأنّي بلغتُ المُختار |
لأنّ امرأة ربّتني على تُراب شفّاف |
لأنّي عثرت على الحدود |
فتحتُ الحدود. |
لأنّي وجدتُها وألغيتُ الحدود. |
لم يعد لي صبر على مَن ورائي |
ولا على الأحبّاء السابقين. |
عندما حصلتُ على الأكثر من أحلامي حصلتُ على |
الأكثر من الصحراء |
وبعدما صعدتُ العرش والشجر الخالية منه الدنيا |
حواني شجرُ البَرْد |
ولم أتحطّم لكنّي تعبت. |
ولن يبكيني أحد |
حقّاً |
ولن يرتعشوا لغيابي |
حقّاً كما كُنت حاضراً |
ولن يستوحشوا مثل بُرج |
ولن يموتوا عليَّ موتاً يُضاهي حياتي. |
... |
أخذتُ ما يُؤخذ وما لا يُؤخذ وتركتُ ما يُترك |
وما لا يُترك |
وإنّي خرَجْتُ |
وامرأة باقية بعيدة |
تُكلّمني تُلامسني |
وكم أرغبها وكم أيضاً وراء الموت! |
وإلى المُهتمّين: |
أنا أعظم من عاش |
لأنّي أعظمكم في الأُنس والمنفى |
بل لأنّي أعظم كائن عاش |
كالنسر في البَصَر كالحبر في العمى |
عظيماً في الصيد وفي الغَفْلة |
وشاهدتُ نجمتي فأخبرتُكم خُلاصتها |
بسرعة النمر وبياض الحمام |
حتّى تعبتُ وغضبت |
لأنّي تجاوزت الفنون والعلوم |
واختصرتُ ظاهر العقل وباطنه |
وملكتُ العَصَب وبدّدتُه |
وكسرت الصاروخ والروح |
ثمّ اقترفت بكلامي ذنب التواضع |
لأنّي فكّرت أنّه العالم يستحقّ التواضع. |
ووقع كلامي في شلّال |
وهو نادم غير نادم |
لكنّه يُعلن لكم |
كلامي يُعلن أنا الكلام |
مُنذُ قليل ومُنذُ كثير |
أنا الكلام وآخر الكلام |
وأوّل ضرب على صدر الحياة |
وسوف تفتح لكم الحياة |
سوف تفتح الخزائن |
سوف تفتح الحياة |
ولن أكون بينكم |
لأنّ ريشة صغيرة من عصفور |
في اللّطيف الربيع |
ستُكلّل رأسي |
وشجرَ البَرْد سيحويني |
وامرأة باقية بعيدة ستبكيني |
وبُكاؤها كحياتي جميل. |