صاح الأولاد "يا! يا!"
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قالت الصغيرة: | - أنا أضع القنابل | تحت أبواب الرأسماليّين | لأنّي شيوعيّة | وأنتَ؟ | ... | غمَرها بحنان خيبته | وعينيه العميقتين. | تطلّع إلى كنزتها | وكُتبها تحت إبطها | وذكر لها عن العمر | الذي بين لحظة ولحظة | بين رجل وامرأة | أو بين رجل وفتاة صغيرة. | ... | قالت الصغيرة: | - أنا أُوزّع المناشير | ضدَّ أعداء الشعب | وأنت؟ | ... | وقف شَعْر خُبثه على قلبه | وقال لها | كيف لم يعد صغيراً | وكيف يعمل في أشغال | ناشفة لكنّها مُهمّة. | تطلّعتْ إليه | سكتت | طويلاً طويلاً | ومرّ ملاك. | وقالت: | - كنت أظنّك مع الشعب | صوتك دافئ | عيناك عميقتان، | لكنّك رأسماليّ | ولن أراك. | ... | في ما بعد | عرف أنّ الصغيرة قتلّتها الشرطة. | وفيما كان الرجل العيمق العينين | يفكَ حُزنه بالخمرة الرأسماليّة | كانت طهارة الفتاة القتيلة | تعصر قلبه | وكانت براءته العاجزة وهو حيّ | تعصر قلبه | وكانت ذكرياته المُضحكة | تعصر قلبه | حتّى لم تعد في قلبه نُقطة | من دمه الرأسماليّ | نُقطة | من دمها الشيوعيّ | نُقطة | من دم إنسان. | ... | ملأ قلبَه الحقد | وقسَم العالم قسمين: | الأولاد الذين ضدّ العالم | والعالم الذي ضدّ الأولاد. | ... | وعمل خادماً ليَسُرّ الأولاد | حمل إليهم العالم | ليلةَ عيد | وضعه تحت أقدامهم | حدّثهم عنه | صاحوا: "يا! يا!" | وخافوا. | عندئذ أشعل الرجل العميق العينين | العالمَ الذي ضدّ الأولاد | بعود كبريت | فهبّ الحريق إلى السماء | حتّى سمعته الصغيرة التي قتلَتها الشرطة | ومن هُناك | شاهدتْ حُبّه | وكُلّ أولئك الأولاد | يخدمهم لأجل سرورهم | وقالت: | "كان لا بدّ أن يُعيّدَ الأولاد. أحْسَنت!" | ونظر الرجل العميق العينين | ليرى إذا نسي شيئاً خارج الحريقة | فلم يرَ | ولما أبصر الأولاد فرحين | وصاروا أحراراً من الخريطة | أغمض عينيه العميقتين | وسدّ أنفه | وارتمى في النار. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أنسي الحاج) .