قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قُلْ لِلَّذِينَ طَلَوْهُ | فَزَيَّفُوهُ طلاَءَ |
تِلْكَ الْجَلاَلَةُ كَانَتْ | صِدْقاً فَصَارَتْ رِيَاءَ |
يَا حَائِنِينَ صَبَاحاً | فَبَائِدِينَ مَسَاءَ |
وَوَارِدِينَ المَنَايَا | فِي الأَعْجَلِينَ فَنَاءَ |
بِاي شَيْءٍ إِلَيْكمْ | ذاكَ الْخُلُودُ أَسَاءَ |
أَدُمْيَةٌ فِي يَدَيْكُمْ | بِالصِّبْغِ تُعْطَى رُوَاءَ |
يَا حَسْرَةَ الفَنِّ مِمَّنْ | يَسْطُو عَلَيْه ادْعَاءَ |
وَلاَ يَرَى الْحُسْنَ إِلاَّ | نَظَافَةً رَعْنَاءَ |
وَجِدَّةً تَتَشَظَّى | تَلَمُّعاً وَازْدِهَاءَ |
تَفْدِي التَّلاَوِينُ أَبْقَى | مَا كَانَ مِنْهَا حَيَاءَ |
وَمَا عَصى فِي سَبيلِ | الْحصَافَةِ الأَهْوَاءَ |
وَمَا أَلَى وَفْقَ أَسْمَى | مَعْنَىً أُرِيِدَ أَدَاءَ |
وَمنَ عَلَى مَتَمنىً | سَلاَمَةِ الذَّوْقِ جَاءَ |
يَا كُدْرَةً حَقَرُوهَا | إِذْ حَوَّلُوهَا صَفَاءَ |
وَغُبْرَةً يَكْرَهُ الْفَ | نُّ أَنْ تَكُونَ نَقَاءَ |
وَصَدْأَةً يَأْنَفُ الْحُسْ | نُ أنْ تَعُودَ جَلاَءَ |
لَيْسَ الْعَتِيقُ إِذَا جَا | دَ وَالْجَدِيدُ سَوَاءَ |
خَمْسُونَ عَاماً تَقَضَّيْ | نَ ضَحْوَةً وَعِشَاءَ |
فِي صُنْعِ وَشْيٍ دَقِيقٍ | لَقِينَ فِيهِ الْعَنَاءَ |
وَاهِي النَّسِيلِ دَقِيقِ النَّ | سِيجِ مَا اللُّطْفُ شَاءَ |
لَكِنْ مَتِينٌ عَلَى كَوْ | نِهِ يُخَالُ هَبَاءَ |
يَزِيدُهُ الدَّهْرُ قَدْراً | بِقَدْرِ مَا يَتَنَاءَى |
وَيَسْتَعِيرُ لأَبْقَى الْ | فَخَارِ مِنْهُ رِدَاءَ |
نَظَمْنَهُ لُحُمَاتٍ | وَصُغْنَهُ أسْدَاءَ |
وَالنُّورَ سَخَّرْنَ كَيْمَا | يُبْدِعْنَهُ وَالْمَاءَ |
وَالحَرَّ وَالْبَردَ أَعْمَلْ | نَ وَالثَّرَى وَالهَواءَ |
حَتَّى كَسَوْنَ حَدِيدَ التِّ | مْثَالِ ذَاكَ الْغِشَاءَ |
مُزَرْكَشاً بِرُمُوزٍ | بَدِيَعَةٍ إِيحَاءَ |
مِمَّا تَخُطُّ المَعَالِي | عَلَى الرِّجَالٍِ ثَنَاءَ |
غَيْرَ الْحُرُوفِ رُسُوماً | وَغَيْرَهُنَّ هِجَاءَ |
مَا زِلْنَ يَأْبَيْنَ إِلاَّ | أُولِي النُّهَى قُرَّاءَ |
ذَاكَ الْغِشَاءُ وَقَدْ تَ | مَّ حُسْنُهُ اسْتِيفَاءَ |
بِمَا تَخَيَّلَهُ مُنْكِ | رُ الحُلَى أَقْذَاءَ |
عَلاَ غُلاَمٌ إِلَيْهِ | بِمَسْحَةٍ سَوْدَاءَ |
وَجَرَّ جَهْلاً عَلَى آ | يَةِ الجَلاَلِ الْعَفَاءَ |
فَبَيْنَمَا النُّصُبُ الْفَخْ | مُ يُبْهِجُ الْحُوْباءَ |
إِذْ عَادَ بِالدَّهْنِ وَالصَّقْ | لِ صُورةً جَوْفَاءَ |
نَضَّاحَةً مَاءَ قَارٍ | مَنْفُوخَةً كِبْريَاءَ |
لَيْلاَءَ تُرْسِلُ مِنْ كُ | لِّ جَانِبٍ لأْلاَءَ |
كَأّنَّهَا لَفَتَاتُ التَّ | ارِيخِ يَرنُو وَرَاءَ |
وَلَيْسَ يَأْلو المُدَاجِي | نَ بَيْنَنَا إِزْرِاءَ |
نَظَرْتُ والشَّعْبُ يأْسَى | والْخَطْبُ عَزَّ عَزَاءَ |
وَالفَنُّ يَسْتَنْزِفُ الدَّمْ | عَ حُرْقَةً وَاسْتِياءَ |
وَمِصْرُ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوْ | جِ مَجْدِهَا تَتَرَاءَى |
غَضْبَى تُقَبِّحُ تِلْ | كَ الأُفْعُولَةَ النَّكْرَاءَ |
فَقُلْتُ لِلْجَهْلِ وَالغَ | مُّ يَفْطِرُ الأَحْشَاءَ |
يَا قَاتِلَ الشَّرْقِ بِالتُّرَّ | هَاتِ قُوتِلْتَ دَاءَ |
أَمَالِيءٌ الْكَوْنِ فِي وَقْ | تِهِ سِنىً وَسَنَاءَ |
رَبُّ الْكِنَانَةِ مُحْ | يِي مَوَاتَهَا إِحْيَاءَ |
أَمْضَى مَلِيكٍ تَوَلّى | إِدَارَةً وَقَضَاءَ |
وخَيْرُ مَنْ رَدَّ بِالْعَدْ | لِ أَرْضَ مِصْرَ سَمَاءَ |
وَكَانَ صَاعِقَةَ اللَّ | هِ إِنْ رَمَى الأَعْدَاءَ |
وَكَانَ نَوْءَ المُوَا | لِينَ رَحْمَةٌ وَسَخَاءَ |
يَمُدُّ فَدْمٌ إِلى شَخْ | صِهِ يَداً عَسْرَاءَ |
تَكْسُوُه حُلَّةَ عِيدٍ | وَالْعِزُّ يَبْكِي إِبَاءَ |
فَبَيْنَمَا كَانَ مَرْآ | هُ يَبْعَثُ الْخُيَلاءَ |
إِذاَ الْجَوَادُ وَرَبُّ الْ | جَوَادِ بِالْهُونِ بَاءَا |
فِي زِينَة لَسْتَ تَدْرِي | زَرْقَاءَ أَوْ خَضْرَاءَ |
تَرُدُّ هَيْبَةَ ذَاكَ الْ | غَضنْفَرِ اسْتِهْزَاءَ |
أَكْبِرْ بِذَاكَ افْتِرَاءً | عَلَى الْعُلَى وَاجْتِرَاءَ |
ذَنْبٌ جَسِيمٌ يَقِلُّ الْ | تَّأْنِيبُ فِيهِ جَزَاءَ |
مِنْ فِعْلِ زُلْفَى عَلَى الْ | قُطْرِ جَرَّتِ الأَرْزَاءَ |
وَالْيَوْمَ تَغْسِلُ أَعْلاَ | قَهَا الْبِلاَدُ بُكَاءَ |