وَيْحَ الفَقِيرَاتِ الجَمِيلاتِ مِنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَيْحَ الفَقِيرَاتِ الجَمِيلاتِ مِنْ | حَبَائِلِ القَنَّاصَةِ المَاكِرَهْ |
كَالوَرْدِ لا يَعْصِمُهُ شَوْكُهُ | إِذَا دَنَتْ مِنْهُ يَدٌ جَائِرَهْ |
تَمُرُّ بَيْنَ النَّاسِ ذَاتُ الغِنَى | تُقِلُّهَا جَوَّابَةٌ طَائِرَهْ |
فَتَثِبُ الأَبْصَارُ شَوْطاً بِهَا | ثُمَّ تَنِي ظَالِعَةً حَاسِرَهْ |
وَالحُسْنُ إِنْ لَمْ يَرْجَ يُمْلَلْ كَمَا | يُمَلُّ حُسْنُ الأَنْجُمِ السَّافِرَهْ |
أَمَّا ابْنَةُ البُؤْسِ فَهَيهاتُ أَنْ | تَمْلِكُ دَفْعَ القُوَّةِ القَاهِرَهْ |
أَنَّى تَكُنْ تَلْحَقْ بِهَا لَفْظَةٌ | مُرِيبَةٌ أَوْ لَحْظَةٌ فَاجِرَهْ |
أَوْ عِدَةٌ فَاتِنَة لِلنُّهَى | أَوْ هِبَةٌ خَلاَّبَة سَاحِرَهْ |
لا تَفْتَأُ الخِدْعَة فِي إِثْرِهَا | سَاعِيَةً أَوْ حَوْلَهَا دَائِرَهْ |
حَتَّى إِذَا أَضْرَمَتْ قَلْبَهَا | فَشَبَّ كَالمِجْمَرَةِ الثَّائِرَهْ |
أَشْبَعَتِ الفُسَّاقَ مِنْ لَحْمِهَا | وَسَفَكَتْ هَدْراً دَمَ العَاهِرَهْ |
تِلْكَ الَّتِي سُقْتَ عَلَى ذِكْرِهَا | تَفْصِيلَ هَذِي العِظَةِ الزَّاجِرَهْ |
كَانَتْ عَلَى وَشْكِ السقوطِ الَّذِي | تَسقُطُهُ المِسكِينَةُ العَاثِرَهْ |
قَدْ أَحْدَقَ السُّوءُ بِهَا مُنْذِراً | بِالوَيْلِ مِمَّا تَزِرُ الوَازِرَهْ |
لَوْلا فَتى جَمٌّ مُرُوءاتهُ | شِيمَتهُ فِي عَصْرِهِ نَادِرَهْ |
لا يَكْبُرُ الدَّهْرُ بِأَحْدَاثِهِ | يَوْماً عَلَى هِمَّتِهِ الكَابِرَهْ |
أَنْقَذَهَا مُحْتَسِباً رَبَّهُ | بِهَا وَنِعْمَتْ حِسْبَةُ الآخِرَهْ |
أَدْخَلَهَا مَعْهَدَ عِلْمٍ بِهِ | تَحْفَظُ حِفْظَ القُنْيَةِ الفَاخِرَهْ |
تُتِم بِالآدَابِ فِي عِصْمَةٍ | جَمَالَ تِلْكَ الصُّورَةِ البَاهِرَهْ |
أَعْظِمْ بِلُطْفِ اللهِ عَوْناً عَلَى | صِيَانَةِ البَائِسَةِ القَاصِرَهْ |