عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَصْرٌ جَلاَ آيَاتِ نُور الهُدَى | مَا كَانَ أَحْرَاهُ بِانْ يُسْعَدَا |
سَيِّدَةٌ مِنْ عُنْصُرٍ نَابِهٍ | كَانَ أَبُوها فِي الْحِمَى سَيِّدَا |
عَقِيلَةٌ أَنْزَلَهَا عَقْلُهَا | مِنَ الْغَوَانِي مَنْزِلاً مُفْرَدَا |
أُمٌّ أَقَرَّ اللهُ عَيْنَ الْعُلَى | بِفَرْقَدٍ مِنْهَا تَلا فَرْقدَا |
فَصَوَّرَتْ فِي ابْنَتِهَا نَفْسَهَا | وَفِي ابْنِهَا مَنْجَبَةُ الاصْيَدَا |
زَعِيمَة قَدْ أَحْدَثَتْ نَهْضَةً | مَطْلَبُهَا سَامٍ بَعِيدُ الْمَدَى |
تَجِدُّ ذَوْداً عَنْ حُقُوقٍ عَفَتْ | فِي غَفْلَةِ الدَّهْرِ وَضَاعَت سُدَى |
كَانَتْ نِسَاءُ الشَّرْقِ مِنْ قَبْلِهَا | فِي حَيْرَةٍ لاَ تَجِدُ الْمُرْشِدَا |
مَظْلُومَةُ لَيْسَ لَهَا مُنْصِفٌ | مَنْجُودَةٌ أَخْطَاتِ الْمُنْجِدَا |
فَنَبَّهَتْ فِيهَا الضَّمِيرَ الَّذي | يَخْدُرُ فِي الحُرِّ إِذَا اسْتُعْبِدَا |
وَأَذْكَرَتْهَا أَنَّ مِنْ شَأْنِهَا | أَنْ تُصْلِح الْعَيْشَ الذي أُفسِدَا |
وَأَنَّهَا أَنْ أَكْمَلَتْ بَعْلَهَا | رَدَّتْ إِلَى أُمِتهَا السُّؤْدَدَا |
وَأَنهَا أَنْ أَحْكَمَتْ وُلْدَهَا | تُصْبِحُ أُمَّ الْوَطَنِ الْمُفْتَدَى |
مَرَامُ خَيْرٍ لَمْ يتَحْ لِلأُلى | أَرَاسَ رَامِيَهُمْ فَمَا سَدْدَّا |
لِمِصْرَ مَا حَوَّلَ مِنْ حَالَةٍ | لِمِصْرَ مَا أَبْلَى وَمَا جَددَا |
بُورِكَ فِي ذَاتِ الْكَمَالِ التي | تُهَيِّيءُ الْمُسْتَقْبَلَ الأمْجَدَا |
أَبْدَعُ مضا فِي نَفْسِهَا مِنْ حِلىً | لَهُ شُعَاعٌ فِي الْمُحَيّا بَدَا |
إِنْ كَتَبْتْ أَوْ خَطَبَتْ نَافَسَتْ | أَقْوَالُهَا اللُّؤلُؤَ وَالْعَسْجَدا |
فِي كُلِّ مَا تَسْتَنُّ مِنْ وَاجَبٍ | تَحْسَبُهُ وَاجِبَهَا الاوْحَدَا |
لاَ يَبْعُدُ الْقُطْبُ عَلَى عَزْمِهَا | إِذَا توَخَّتْ عِنْدَه مَقْصِدَا |
فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ يذَاعُ اسْمُهَا | مقْتَرِناً بِالشُّكْرِ مَا رَدَّدَا |
وَصَوْتُهَا المَسْموعُ فِي مِصْرَ قَدْ | دَوَّى لَه فِي كُلِّ مِصْرٍ صَدَى |
يُنْبوعُ إِحْسَانٍ وَبِرٍّ جَرَى | أَصْفَى وَأَنْقَى مِنْ قِطَارِ النَّدَى |
تَرْعَى الايَامَى وَالْيَتَامَى إِذَا | عَزَّهُمُ الْعَوْنُ وَعَزَّ النَّدَى |
فِي كُلِّ مَا يَرْقَى بِه قَوْمُهَا | تَبْذُلُ مَجْهوداً وَتُسْدي يَدَا |
لِطَالِبَاتِ الرِّزْقِ مِنْ صَنْعَةٍ | وَطَالِبَاتِ الْعِلْمِ مَدَّتْ يَدَا |
فَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَصْنَعاً | وَلِفَرِيقٍ أَنْشَأَتْ مَعْهَدَا |
وَنَوَّعَتْ فِي الصُّحفِ أَضْوَاءَهَا | فَهْيَ مَنَارٌ رُفِعَتْ لِلهدَى |
إِحْسَانُهَا فِي الْعَصْرِ لَنْ يُمْتَرَى | وَفَضْلُهَا فِي مِصْرَ لَنْ يُجْحَدَا |
تَعْفُو الْفُتُوحَاتُ وَأَرْبَابُهَا | وَذِكْرُهَا فِي النَّاسِ قَدْ خُلِّدَا |
أي الْمَسَاعِي فِي سَبِيلِ الْحِمَى | وَأَهْلهِ أَولَى بِأّنْ يُحَمدَا |