حالة الصحراء/النرجس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
للماء نايٌ كنت أسمعه وأسمع شهوتي | لغةً تأخّرَ وحيُها | وتجيءُ بين هنيهةٍ وهنيهةٍ | غيّرتُ قافلتي، - الخليقة طينةٌ/ نَرْدٌ، سألهو، | بسريرتي وبِنَرْدِها. | وأنا الذي ولدته صحراءٌ / أيائلُ حلمِه | مكسوّةٌ بنخيلها | وسُدىً لعبتُ النّردَ مع قَمَرٍ، وطفتُ على بساطٍ | من سندسٍ، | وسُدىً لعبتُ النّردَ مع قَمَرٍ، وطفتُ على بساطٍ | من سندسٍ، | وسُدىً أملتُ بما يقول غرابُ ظَنّي، | أو بما يَعِدُ الخرابْ | يا شعرُ،يا حوذيَّنا المجنون خُذْني/ | خُذْنا لنسبقَ موتَنا | لِنَرى، لنكتُبَ ما سيأتي | ونكونَ فاتحةَ الكتابْ. | صحراءُ- أمٌ | وأنا الشهادة، ضائعاً | يهذي كمن يمشي على | أشلائِه | يمشي ويرتجل الفضاءْ. | وأنا الشهادة، أرضنا | طمست | لكثرة ما تراكم فوقَها | من أنبياءْ. | ... | صحراء- سرّ: | هذا هو السرّ المبينُ، | سحابةٌ | تلقي عباءَتها عليّ، حفيفُها | لغة لنجوم الآفله،- | تِيهٌ ، وقافلةٌ تضيّع قافله. | ... | صحراء- تلمسني حَصاةٌ: أنتَ أنتَ، | وألمس الرّملَ الصّديقَ: أأنتَ أنتَ؟ | شرارُكَ التهمَ الشّرارا، | صحراء- تحمل نخلةٌ | نجماً، وتجمل ناقةً | قمراً، وتبتكر الصّحارى، | صحراء- نرجسها يغوصُ، يعوم في تيه المرايا | متكسّراً: | صوراً يراقصها ويبكيها ويرسم وجهه | فيها، يُفتِّتت بعضهُ بعضاً، | يُجنُّ بهذه الصّور- الشّظايا | نَسَجَ النّهارَ بليلِه | حلماً أحبّ لكي يُضيءَ، لكي يموتَ / ونرجسٌ | هذي البقايا | لا، ليس نرجس غير طَيْفٍ | لا، ليس هذا الطّيفُ غيرَ بكائِه | صحراء تلتهِمُ الفضاءَ، وليس نرجس غيرَ قَبْرٍ،- | ... | هوذا أراه، كما روت أحلامُه | نسيَ الطّريقَ إلى سُلافةِ مائهِ، نسيَ الكلاما، | هوذا أراه متوّجاً بِسرابِه | أعطى لأطراف السّماء يديهِ، مِن تَعبٍ، وناما. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .