الاسـم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كان هذا الذي يتغطى | بالرماد (يغني | للرماد وأسرارِه | يتموج، يعلو...) | والذي نَتَمرأى | في جراحاته، ويُمَرْئي | في عذاباتنا وجهَهُ، | والذي عاش في نَسَمٍ من حنينٍ، | والذي قيل في مَدْحِ - التبغُ والبرتقالُ، الجراحُ | وأشجارُها، | الرفضُ والجامحونَ، الذي لبستهُ النجومُ | لتدفأ، والريحُ كي لا تكون عقيماً، | والذي حضنتْهُ بساتينُه | وقراهُ، وفلاحُهُ، والطفولةُ، والعاشقاتُ | وعشاقهنَّ، | الذي جاء من عَتَماتِ الدروب، وجاءت إليه | الدروبُ، | الذي يُقرئ البحرَ ما كتبتهُ الحقولُ. | الذي قيلَ: إيقاعُهُ | نبضُ شطآنِهِ، | قيل: أحراشُهُ مِنْجَمٌ لأساطيرِهِ، | والذي قيل: مِحراثُهُ | كي يفتّقَ صدرَ التراب، ويوكِل للشمس | إكسيرَهُ، | والذي كان يكمنُ للموتِ في وردةٍ، | حين لا يتيسّر أن يُجلس الموتَ في حضنِهِ، | والذي لم يقل مرةً: يائسٌ | والذي عاش في البرد والحرّ دهراً | ليقلّمَ زيتونة | أو ليجْنيَ تفاحةً | كان هذا الذي جاء من عَتَمات الدروب، وجاءت إليه | الدروبْ | كان هذا الجنوبْ | سيداً، جامحاً مثل موجٍ | صامتاً مثلَ صخرٍ، | لم يَفُهْ مرةً باسمِه، | أَلشمال اسمُهُ | بعلبكٌ وبيروتُ والأرزُ والفقراءُ اسمُهُ، | ... | كادَ أن يَمَّحي | خاشعاً في رداء التواضُعِ، كي لا يُقالَ: الجَنوبْ | لم يَسِرْ في بيانٍ ولم يتوكأ على تورِيَهْ | كل ما قالهُ هذه الأغنيهْ: | "شجرُ البرتقالْ | مُثقَلٌ بالقبابِلِ والرّاصدينَ، | فكيف سيهربُ هذا الدخيلُ ومن أيْنَ؟ | لا منفذٌ في السهول، | ولا عاصمٌ في الجبالْ". | ... | كان هذا الذي ينحني خاشعاً | للذين يموتون كي يفتحوا الدروبْ، | كان هذا الذي كاد أن يمّحي | في رداء التواضع كي لا يقالَ: الجنوبْ، | كان هذا الجنوبْ. | ________ | 16 شباط، 1985 | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .