يَا مَنْ نَأَى عَنِّي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يَا مَنْ نَأَى عَنِّي | وَكَانَ أَجَلَّ أَخْوَانِي وَصَحْبِي |
وَجَزَعْتُ حِينَ فُجِعْتُ فِيهِ | أَنْ تَقَدَّمَ وَهْوَ تِرْبِي |
فَاَقَمْتُ مُحْتَسَباً بِذِكْرَاهُ | وَمَا الذِّكْرَى بِحَسْبِي |
الْيَومَ عَادَ بِنَا الزَّمَانُ | إِلَى مُلاَزَمَةٍ وَقُرْبِ |
فِي صُورَتَيْنِ تُجَدِّدَانِ | حَيَاتَنَا جَنْبَاً لِجَنْبِ |
يَا مَنْ يُقَلِّبُ فِيهِمَا | نَظَرَاتِهِ لاَ تَحْفِلَنْ بِي |
هَذَا أَمِيرُ الشِّعْرِ وَالشُّعَرَاءِ | مِنْ عَجَمٍ وَعُرْبِ |
هَذَا الَّذِي نَظَمَ الرِّوَائِعَ لِلْنُّ | هَى مِنْ كُلِّ ضَرْبِ |
هَذَا الَّذِي آثَارُهُ | مَسْطُورَةٌ فِي كُلِّ لُبِّ |
وَهْوَ الَّذِي بِبَيَانِهِ | يَهْدِي وَبِالإِيقَاعِ يَصْبِي |
لَمْ يَدْعُ دَاعٍ لَمْ يَجِبْهُ | ذَلِكَ الْوَحْيُ المُلَبِّي |
فَهُوَ المُنَادِمُ وَالمُفَاكِهِ | وَالمُعَلِّمُ وَالمُرَبِّي |
تِمْثَالُهُ مِنْ مَعْدَنٍ | وَمِثَالُهُ فِي كُلِّ قَلْبِ |
للهِ دَارُ هِدَايَةٍ | هِيَ دَارُ تَمْثِيلٍ وَلِعْبِ |
كَمْ أَخْرَجَتْ حَكَماً | مِنَ اللَّهْوِ الْبَرِيءِ المُسْتَحَبِّ |
نَزَلَتْ عَبَاقِرَةُ النُّهَى | مِنْهَا عَلَى سِعَةٍ وَرَحْبِ |
وَلَقَوْا الإِثَابَةَ مِنْ وَفَاءِ حُ | كُومَةٍ وَثَنَاءِ شَعْبِ |
فَارُوقُ يَا زَيْنَ المُلُوكِ | الصِّيدِ فِي شَرْقٍ وَغَرْبِ |
وَأَجَلَّ رَاعٍ لِلْعُلُومِ | وَلِلْفُنُونِ رَعَاكَ رَبِّي |
وَأطَالَ عُمْرَكَ بَيْنَ إِجْلاَلٍ | تُحَاطُ بِهِ وَحُبِّ |