يا سائراً بالقلب دونَك سائري
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا سائراً بالقلب دونَك سائري | ومهاجراً عني وإنك هاجري |
وهواك ملءُ بواطني وظواهري | ما مرَّ ذكرك خاطراً في خاطري |
الا استباح الشوق هتكَ سرائري | |
شربت هواك جوارحي وستائري | وعواذلي أصبحن فيك عواذري |
وتلهبت شوقاً إليك ضمائري | وتصبَّبت وجداً عليك نواظري |
باتت بليل من جفائك ساهرِ | |
وصلت ركابك والهوى لم ينفصل | وسَمَتْ صفاتك والجوى بي متصل |
بِنياط قلبي حبل وُدِّك قد وصل | بلغ الهوى مني فإن أحببت صِلْ |
أولا فدتكَ حشاشتي ونواظري | |
قمر الدجى إذ لاح وجهك سَافرا | ولىَّ حياء من سَنَاه مسافرا |
فإذا حلفتُ بررتُ لم أكُ فاجرا | قسماً بحسنكَ لم أصادف زاجرا |
إلا وحسنك كان عندي زاجري | |
كم هولِ أمرٍ فيك قد وافيته | ومُفنِّدٍ لي فيك قد عاديته |
ومُؤيِّدٍ لهواك قد صافيته | أومَا كفاك من الذي لاقيته |
وَلَهٌ كساني الذل بين مَعاشري | |
منك الغزالة والغزال تشوّشا | وتَواضُعاً خضعَا لحسنكَ يا رَشا |
لي فيك ود في البريةِ قد فشا | وضنىً يكاد يشفُّ من طي الحشى |
حتى خشيتُ به افتضاح ضمائري | |
حكمت لواحظكَ المطاعة في الدُّمى | بالنَّهب للأحشا وإهراق الدِّما |
وأنا لحسنك لم أزل مستخدما | كن كيف شئت تجد محبّك مثلما |
تهوى على الحالين غيرَ مُغايرٍ | |
أُمسي وأُصبح من جفائك مُطْرِقا | وعليَّ قلبك ليسَ يحنو مُشفِقا |
أنا خادم لجمال وجهك مشرقا | أخذت جفونك من فؤادي مَوْثِقا |
وعليَّ عهد هواك لستُ بغادرِ | |
قلبي لحسنك في مسيرك تابع | وعلى رضائك سابق ومسارع |
متحمل عِبْءَ المحبّة رافع | صبري عليك بما أردتُ مطاوع |
أبداً ولكن لستُ عنك بصابرِ | |
قسماً بمن في خلق ذاتك قال كن | رفقاً بصب في ودادك لم يَخُن |
هانت مشقته وقدرُك لم يَهُنْ | عَذّبْتَ قلبي بالصدود وإن يكن |
لك فيه بعض رضاً فدونك سَائري | |
أضنيتَ جسمي بالبعاد وبالأذى | ورميتَ جفني بالسُهاد وبالقذى |
لكن بحبك لذّني هذا وذا | وأضعتُ عمري بالدلال وحبّذا |
ان صح عندك مطمع في الآخرِ | |
قوم بأذيال الضلال تشبّثوا | وسعوا بافساد الحبيب وأحدثوا |
وعهود ودٍ بيننا لا تُنكث | كثر التقوّل بيننا وتحدثوا |
يا هاجري حاشاك انك هاجري | |
لو كان عندي في الهوى من قدْرة | لوصَلَتني وأتيتني من عذرةِ |
وفضحت عُذّالي بأول نظرة | حسبي رضاك إذا ضننت بزورة |
يمشي المزور بها رفيق الزائِر | |
فلقد كفى ما قد جرى وذكرته | لي فيه أجر للحساب ذخرته |
ما ضاع حب في بهاك نشرته | ومُعَنِّفٍ لي في هواك عذرته |
وعساك في كَلَفي فديتك عاذري |