خيام ما يطاولها السحابُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خيام ما يطاولها السحابُ" | "وشهب في البسيطة أم قبابُ |
وأطنابٌ بأوتادٍ أُنيطت" | "أمِ الجوزا بأيديها شهابُ |
وأعمدة تجللها سماء" | "من الياقوت يكسوها ضبابُ |
وتلك مصانع نشأت بأيد" | "أم الأفلاك ليس لها حجابُ |
أُسود أم جنود في ذُراها" | "ومُرْدٌ تحتها جُردٌ عِرَابُ |
وصِيد أم حديد في خباها" | "وبيضٌ أم مثقفة حِرابُ |
ملاك أم ملوك في خيام" | "بحور أم بدور لا يُصابوا |
قصور أم طيور حائمات" | "لها من كل دامية شرابُ |
فيا خيماتِ أنسٍ تحتميها" | "ليوث سادة لم يستعابوا |
كساكِ الأفق كأساً عبقرياً" | "فكان عليك من شَفَق نقابُ |
ووشّم خدَّك الورديَّ خالٌ" | "فكان عليك من ملكٍ خضابٌ |
تُطَنّب حولَك الحاجاتُ لما" | "رأت كفّيك مُدَّ لها طنابُ |
ورحبت الوفود بعقوتيها" | "متى راقت بأرجاها رحابُ |
كلاب مثل ورد الروض لونا" | "تصاد بهَا وحوش أو ذئابُ |
ف وردان وبردان يقولا" | "لحشف الظبي خذه يا عُقابُ |
وتاذية ترد لهنَّ قولاً" | "أيا خلاّيَ ما هذا العتابُ |
أعيجوا الظبي نحوي ألتقمه" | "فهل غيري يُرَدُّ له الجوابُ |
فقال الظبي مهلاً يا ضواري" | "فهيهَات المحيصُ ولا الذهابُ |
ألا أصغوا أُناجيكم بقول" | "فليس اليوم لي عنكم مآبُ |
فما ردُّوا وما سمعُوا جواباً" | "وقال الظُّفر رفقا يا نيابُ |
وقالت مُدية الصَّياد سهمي" | "من الأوداج قَدْكُم يا كلابُ |
فظل الظبي يخبط في دماه" | "بأيدي القوم وانقطع الخطابُ |
وملك الأرض ينظر من وراها" | "تطوف به أسودٌ لا تَهابُ |
يقول لهم عُجُوا الأفراس نحوي" | "وأبدوا أمركم طرّاً تُجابُ |
فهذي الأرض قد طُويت لدينا" | "فحسبكم المهَامِهُ والهِضابُ |
فما أنتم تهابون المنايا" | "وخيلكم تعاج لها رقابُ |
وقد ملئت رياض الأنسِ زهراً" | "وساعات السرور لَها انتهابُ |
فقالوا ننتهب مرحاً وصيداً" | "فقبلي تُبَّعٌ فرحُوا وطابوا |
فردوا شاردَ الأفراح ردّاً" | "فنادى الأنس شق لها وطابُ |
بأملاك غطارفة كرام" | "سحائب نيلهم شهب وصابُ |
سلاطين ميامين غيوث" | "على اديانهم نزل الكتابُ |
مَقاولة أكاسرة شموس" | "فهم علَم إذا خفي الصَّوابُ |
مباديل مقاويل كهوف" | "إذا الأنواء عزّ بها انسكابُ |
لهم مجد تَخِرُّ له الرواسي" | "وفضل لا يُعَدّ لهُ حسابُ |
بنو سلطان أشبال المعَالي" | "دُعُوا للمجد طرّاً فاستجابوا |
وقد شَرُفوا بعينِ الدهر جمعاً" | "وإنسانِ الزمان فلا ارتيابُ |
بفاء ثم ياء ثم صاد" | "ولامٍ بعدها شيءٌ عُجابُ |
قَطوب للمكاره يوم يدعى" | "بَشوش الوجه ليسَ به صِخابُ |
لهُ خلق يحار لديه فكري" | "وعفو فيه للجاني عِقابُ |
فحسبي من أبي تيمور فضل" | "غزير ماله قطُّ اقتضابُ |
به أنسى الزمان وساكنيه" | "وأوطاني وإن طال اغترابُ |
تقول لي الوساوس وهي غِرٌّ" | "لقد مضتِ الفتوةُ والشبابُ |
وقد ولّى الصِبّا في غير شيْءٍ" | "فهل يُبكى التراجعُ والايابُ |
فقلتُ لها دعيني منك يا ذي" | "فمالي غيرُ بابِ الفضل بابُ |
ذريني انتجع برق المعالي" | "فذا مولاي فيصلٌ المُهَابُ |
فها أنا في ذُرى نعماه أسعى" | "بفضل لا تشق لهُ ثيابُ |
وأُرفد في نعيم العيش منهُ" | "بجودٍ لا يُطاق لهُ ثوابُ |
فعِش وانعم أبا تيمور وابسط" | "أيادي الجود ما اسودَّ الغرابُ |