هو المال خذه للمطالِب سُلما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هو المال خذه للمطالِب سُلما | وحافظ به حدّ العُلا أن يُثلَّما |
ومن شاد بالسيف العُلا وهو مُعْدِم | فأخشى على بنيانه أن يهُدَّمَا |
وربَّ امرئ نال العلا فمتى استوى | على طرفَيْها خانه البعض منهما |
قرينان فَرّاجان كلَّ شديدةٍ | حَصينان منّاعان ناصية الحمى |
ومَنْ بيديه السيف والمال كُلَّما | عَدَا أورداه صافي الورد كُلَّ ما |
وما العز إلاَّ فوقَ ظهر محجَّل | أُريقت على حافَاتِ أعقابه الدَّمِا |
ومن يرضَ أنًَّ الأسد ترعى حروثه | ستتركهُ يوماً على الرغم مُطْعَما |
ومن عرف الناس استهان أمورهم | وعَدَّ اعتزال النفس عنهم تكرُّما |
ومن خالطتهم نفسه أطعموه من | ثمار مساعيهم لذيذاً وعلقما |
أرى الناس طُلاّبَ المعالي وإنَّ من | تقدم فيهم أوَّلاً قد تقدما |
تجمع فيها حبُّهم وتخالفت | مَساعيهمُ بالجدّ رزقاً مقسَّما |
ولله تدبير بتصريف خلقه | فنزَّل ذا أرضاً وأصعد ذا سما |
وكلهمُ يهوى المعالي وإنها | لتأباهم إلا القويّ المصمِّما |
فتىً ملأ الأُسدَ الضواري مهابةً | وأوسع أرجاءَ البسيطة أنعُما |
فما البدر إلا من سَناهُ تقسَّما | وما البحر إلا من نَداهُ تعلَّما |
ومدَّ زمان البؤس حبلَ خُطوبه | فصار بماضي فضله متصرِّما |
يمينٌ به أفضت على الخلق يُمْنُها | فعاشوا كأنَّ الرزق منها تقسما |
وسيف به الآجالُ جُدَّت بحَدّه | إذا شاء من عمر العُداة جرى كما |
تخاف وترجوهُ الأنام تدَللاً | فذا طالبٌ فضلاً وذا خائف حُمَى |
فإن قرَّ فرَّ الجَدْب أو سار دا | رت المنايا وإن قام استقام به الحمى |
فلا قُوت إلاَّ إن ندى فضله سما | ولا موت إلا أن ردى نصله همى |
أرتْه المعالي بالمجرَّة مركباً | فصار بأعلى ظهرها متسنما |
خبير بأحكام السياسةِ ما رمى | أعادِيَه إلا بداهيةٍ رمى |
رَمَاهم بمن لم يرضَ بالذل مَعْقِلاً | ولا بالزنى جاراً ولا بالخنا أنتَمِا |
إذا أرعدت يوماً بنادقُه أضَتْ | بوارقه تنهل من سحبها الدِما |
وإن قسمت يوماً كتائبه غدت | ضرائبه من أرؤس القوم أسهما |
وإن نزلت يوماً قضاياه أقبلت | خباياه من أبصارنا تكشف العمى |
له سطَوات تقِنصُ الأُسد مثلها | تعود لها الشمُّ العرانين رُغَّما |
حريص على تشييد سؤدده فإن | رأى سُبلاً فيها عُلاه تقحما |
بذا يملك المرؤُ الزمان ويجذب الأ | نام ويجتاح المرام المفخَّما |
أيا ذا الندى مُرْهُ بما شئتَ إنهُ | غمام الردى إن سُمته للعِدا همى |
فمُدَّا له يا مَالك الفضل ثروة | بها يفتدي للمكرمات متمما |
ألا مِثلَ ذا فاصحَبْ ومَنْ فِعلُه كذا | ودع عنك من يجنى الأذى والمحرّما |
إذا أشعلت هاماتك الماء في العلا | أتى لك فيما رمته فِيمَ أو لمَا |
ومن خيرَه لم يَدْرِ لم يهدِ غيرَه | ومن ضَيْرَه لم يأبَ عاد مذممَّا |
أيا أُمراءَ الشعر تلك خريدة | بدت تفضح الأضواء في الأرض والسما |
أتتكم وهذا اليمُّ من خجل يدسُّ | درّاً وهذا الليل يغمض أنجما |
متى يتل منشيها صلاة نبيِّه | فما من بليغ النطق إلا وسلما |