خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ | وداوُوا بها الألباب من جذوة الهجرِ |
ففي طيّ بُرد الريح نشرُ حديثهم | وفي برئها من ذي الجوى مصطلى الجمرِ |
وبالسر أحبابٌ دعَوا حق غربتي | فاسكنهم من منزل القلب بالسرِّ |
نعم شاع حبي فيهم أبداً فلم | يسعْه ضمير لا ولا دمعةٌ تجري |
رمَوني جهاراً بالقطيعة والقِلا | وودُّهم لي في جوارحهم يسري |
على أنني لم أنْأَ عنهم ملالةً | ولكن رجاءً وانتظاراً إلى اليُسرِ |
تكلَّفْ إذا اشتدت معالجة الهوى | عليك فبعض الشر يدفع بالشرِّ |
وكل عسير بُرؤُه فعلاجه | على ذي الحجى سهلٌ بأدوية الصبرِ |
رعى الله دهراً سالمتْنا صروفُهُ | بوادي صداق والمطي بنا تسري |
تقول لي الحسنا أمرُّ بداركم | وما داركم تسمى فقلتُ لها مُري |
شكوتُ إليها ما وجدتُ من الجوى | وأدمعها تجري وألحاظها تبري |
وقلتُ لها يا قرة العين هل إلى | لقاك سبيل قالت استكفِ بالنَّزْرِ |
لعل زمان الخَير يسمح باللقا | فيجمعنا الرحمنُ في آخر العمرِ |
حوت مهجُ العشاق قبضاً وبَسطة | كما قد حوى سلطاننا خدمة الدهرِ |
هو الملك السلطان تيمور ملجأُ | الأنامِ وغيثُ الأرض بالنائل الغَمْرِ |
تجلى على الكسري ينشر فضله | فيا خجلة للبدر والقطر والبحرِ |
بدا في زمان أجهد الناس صرفه | فكان محل الروح للبدنِ الدثرِ |
وقوَّم منهم من تعَّوج حالُه | فكان لحال الناس كالجَبْر للكسرِ |
فأخلاقه نَدٌّ وأوقاته ندى | وأرزاقه مَدٌّ وذا البحر في الجَزْرِ |
طريق إلى العَليا شفيق على الورى | حقيق على الدنيا به التَيْه بالفخرِ |
إذا سار سار الخلق تحت لوائه | وإن قام تَحسَبْ عنده موقفَ الحشرِ |
فَأَموالهُ نَهب وأفعاله هدىً | وآمالهُ شهب تلوح بذا العصرِ |
هنيئاً لك العيد المباركُ يا أبا | سعيد فيوم النحرِ كالعقد في النحرِ |
ولا زال هذا العيد يعتاد وصلَهُ | بليلاته الغَرَّا وأيامه الغّرِ |
جزاه إله العرش عني زيادةً | من الملكِ والمعروفِ والعِزِّ والعُمْرِ |