يوسف يا سبط الندى والعلى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يوسف يا سبط الندى والعلى | يا أمل البيت الخصيب الرحاب |
يا فرع أصلين قد استكملا | من مجد ميراث ومجد اكتساب |
يا نجل حر صادقٍ لم يزل | أصفى الصفيين وأوفى الصحاب |
إلى أبيك الوجه في قومه | أهديت بالتكريم هذا الكتاب |
وهو كتاب ليس لي إنما | وجدته كنزاً ثميناً يصاب |
سيف به في خير واعظ | قوم ساق العرض يوم الحساب |
نقلته عن أصله جاهداً | في جعله كالأصل من غير عاب |
فجاء وفقاً لمرامي وما | لي فيه فضل غير كشف النقاب |
لم تمضي عجمته معربا | لما به من سانحات عراب |
غر معان لم ندع بعدها | في الفن من معنى لشيء عجاب |
علجها الدهر لا فنائها | فثبتت شهباً ومر السحاب |
وسوف تلغي آخر الدهر في | آخر بادٍ مؤذن بالغياب |
كالشمس يبقى رسمها بعدها | حيناً وقد بانت وراء الحجاب |
يا أيها الطفل الذي طالما | فرحنا في جيئة أو ذهاب |
وطالما حير البابنا | ببدرات الذهن وقت الأعاب |
عش ما يشاء اللَه في غبطةٍ | وفي صفاء ورده مستطاب |
وليجيء اليوم المروم الذي | تدرك فيه سر هذا الخطاب |
وتبصر النور الخفي الذي | مزق عند الغيم ذاك العقاب |
وتقرأ الآيات من نظمه | عبراً فتستكشف منها اللباب |
فتعرف الفضل الذي بثه | أبوك في أمته عن صواب |
يومئذ والكون ملك لكم | ثم وقد أصلحه الانقلاب |
وجيلنا الدائل أفضى إلى | مستقبل أرضاً وثاوي تراب |
تصبح يا قرة عين المنى | نابغة العصر وزين الشباب |