لمولانا أمير المؤمنينا
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
لمولانا أمير المؤمنينا | مدى الاعصار كل المادحينا |
له الشيم التي توحى الينا | معاني نستقل لها الفنونا |
فان نفصح فمنها او نقصر | فمن دهش وروع يعترينا |
واني لا وان تذكر علاه | تخر لها الاعزة صاغرينا |
تجمعت المحامد فيه حتى | حسبنا ذا الورى ماء وطينا |
اتانا والزمان يئن سقما | فخلنا ما به داء زمينا |
فلم يك ان اطل عليه حتى | اتاه ملبيا حفدا ارونا |
فقال له يمين الله اني | اعز لدينه ملكا متينا |
وانفى عنه ليت ولو فبادر | بان اذا دعوتك ان تفينا |
فقال كذلك كنت وكنت قدما | لآلك خادما عبدا امينا |
فمر بي بالذي ترضى فاني | فخارى بالملوك المصلحينا |
اليس العام قد ولى فابقى | مآثر لي بها ذكر قرونا |
الم تضبط بتسديد وحزم | اصول الملك فانتظمت شؤونا |
الم تسهر ليالي حالكات | على استقرائها حتى وعينا |
الم ترض الورى طرا بقول | وفعل توأمين فما ابينا |
فكان القول معروفا وفصلا | وكان الفعل احسانا ولينا |
الم يك ما سننت من اقتصاد | وفضل قدوة للمقتدينا |
اليس الأرض قد ماجت بجيش | تعبئه لقهر المعتدينا |
فقلنا امس قد مادت شمالا | وقلنا اليوم قد مارت يمينا |
متى يقدم على الأعداء ينزل | عليه ربه نصرا مبينا |
فينثر بالصفاح لهم رؤسا | وينظم بالرماح لهم وتينا |
كأن قلاهم تحت المذاكي | تبعثرها بارجلها قلونا |
يؤم بها إلى الهجاء شوس | غطارفة يلون ولا ينونا |
اذا ما كرّ فردهم برازا | على جمع يجزئه عضينا |
متى قدروا عفوا كرما وبذلا | فنعم القادرون الباذلونا |
اليس اليم تمخر فيه فلك | بواخر تحمل البعث القمينا |
متى نشرت لها شرعا لتطوعى | بحارا خلتها برزت حصونا |
واخرى ذات نجز عن قريب | بها تبغى التيمن كل مينا |
اليس معز هذا الملك اولى | بقول مفاخر في الغابرينا |
ملانا البر حتى ضاق عنا | وماء البحر تملأه سفينا |
نعم قد انطقت بالفخر حقا | حلى عبد العزيز الفاخرينا |
فكل الناس اجمع اكبرتها | وفي اطرائها متنافسونا |
حلى لم تحوها الخلفاء يوما | وان كانوا اذا عدوا مئينا |
حكت زهر النجوم نوى وقربا | واصغرها يفوق الواصفينا |
لو ان الناس اوتوها لكانوا | باجمعهم ملوكا خبرينا |
ولو ان الاوائل اشبهنه | لما انقرضت قرون الاولينا |
اجل مسلط حزما وعزما | واشرف حاكم حسبا ودينا |
اذا ما رام امرا روضته | خواطره فارسله المرونا |
تودد كل ذي ملك اليه | وامحضه على الود اليمينا |
فليس اليوم الا من اتاه | بقلب يستخير رضاه دينا |
فمن نكث التعاهر بعد هذا | فذاك لربه يضحى خؤونا |
وجدنا مدحه في كل طرس | وكان الاعجمي به مبينا |
فخلنا ذا اللسان له لسانا | او استوت اللحون مع اللغينا |
خلائق لم يشبها قط ذأم | وان لم تعدم الحسناء ذينا |
فايا تمتدح منها تجده | بديعا لا تصيب له تنينا |
يزيد محامدا في كل يوم | بما سحر المسامع ولعبونا |
فهاتوا من يماجده بفعل | ويقرب ان يكون له قرينا |
وهاتوا من اذا ذكرت معال | له برقت اسرته مزونا |
ومن ان تعترضه ام دفر | بزينتها فيوليها شفونا |
له من خشية الرحمن قلب | يرى الجلل الانيق لفا مهينا |
فما يطبيه امر عن رضاه | ولم يك من هوى شيء مرينا |
فلولا الملك لم يشغله هم | من الدنيا عن الاقنات حينا |
ولكن الامارة كلفته | امورا كان ايسرها رزينا |
فراعى الدين والدنيا جميعا | قواما بين ذلك مستبينا |
ولو سقت القلوب وجدتها لم | تسر الا جموحا او حرونا |
اغر مبارك المرأى فما ان | يرى في العمر ناظره حزينا |
جلا عنا الهموم له جلاء | به يتبرك المتبركونا |
وذي شطب يقوم كل امر | على حدب له حتى الظنونا |
جلاه السر من انا فتحنا | فما قين يمس له متونا |
وذاك الفتح حتف للاعادي | يبيدهم وهم لا ينصرونا |
حديا كل سلطان وملك | من القدماء والمتأخرينا |
علا شانا وافضالا عليهم | كما يعلو الجنى شان الرقينا |
راينا من معاليه بشيرا | بما نرجو من العقبى ضمينا |
فبشرى للبرية ثم بشرى | فان لها لسلطانا امينا |
سها عن ذكر ربهم اناس | فابرزه لذكر الغافلينا |
فمن ينظر اليه اذا تبدى | يسبح لاسم خير الخالقينا |
ومن يسمع بما ابدى واجدى | يكبر باسم رب العالمينا |
فما وجه الغزالة في ضحاها | باحسن من وجها ضاء فينا |
اذا ما لاح في ليل بهيم | اعاد سناه لون الجون جونا |
وما قطر السحاب على رياض | باندى منه اذ يهب الثمينا |
وما والله رنات المثاني | باطرب من ثناه للشجينا |
شجا في القوم من لم يدر شجوا | وصاغ عليه عازفهم لحونا |
يمينا لم تكن منى غموسا | فسل ان كنت في ريب عزينا |
لئن يك غاظ هذا الدهر قوما | فانا اليوم عنه قد رضينا |
وان يك لم يزل يكدى ضنينا | فانا بالذي نلنا غنينا |
الا ان الخليف اليوم كاف | خلافته وامته الشجونا |
اذا ما شك في واقف لهيف | فقدك امان مولانا يقينا |
تولى امرنا واجد فيه | فاسعدنا كذلكم البنونا |
فمنا شاكر يدعو ومنا | مجيب اذ يقول له امينا |
تهنأ ايها الملك المفدى | بعام خيره يهمى هتونا |
يبشرنا بايسار وفوز | ويهدينا المسرة والهدونا |
يظن الشيخ ان قد عاد طفلا | به ولخلده اقتبل السنينا |
تمر الحادثات عليه حتى | تزعزعه فبوسعها سكونا |
لانت خليفة اللَه المرجى | بدولته صلاح العالمينا |
يهابك من يهاب ومنك يرجو | امانا من يجير الهيبينا |
وانت الآمر الناهي بحق | تراه جهرة مقل العمينا |
جمال الكون انك كنت فيه | على هذي الصفات وان تكونا |
وان يفد الخلود عليك تلوا | لا وفاد الملوك مهنئينا |
ومهما كانت الاهواء شتى | تزيغ حجى وتستهوى قرونا |
فان الناس كلهم على ما | تؤلفهم له متألفونا |
فما يعصيك الا كل غاو | قد اتخذ التباب له قرينا |
وكل فتى كما يسعى يجازى | ويصبح بالذي يجنى رهينا |
علوت مكانة حتى حسبنا | لها ما فاق من ذا المدح دونا |
ولو انا اتيح لنا الثريا | لا هبنا كها نظما وضينا |
واني كالمهاة متى يصبها | شعاع الشمس يكسبها عنونا |
روينا عن خلالك ما يرينا | لمدّ النون في الايماض نونا |
متى رقت يكاد الحبر منها | يضيء فيبهر المتأملينا |
لآلك ذلت الاملاك قهرا | وكان الاعظمون لهم قطينا |
بنوا ذا الملك بالبيض المواضي | وبالسمر العوالي والربينا |
وانت تشيده بجميع هذا | وتبقيه ركين المرتكبنا |
وقاك اللَه للالام حصنا | يقيه من مقاويه حصينا |
وشب له شبابك عز شان | يديم عليه اشباء مصونا |
ساجعل ما بدأت به ختاما | لهذا المدح تاريخ السنينا |
لمولانا أمير المؤمنينا | مدى الاعصار كل المادحينا |