عبث الهوى بي من نفور الآنس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عبث الهوى بي من نفور الآنس | فتأوهي من عابث أو عابس |
ما كان لي ذنب لما حملته | إلا بكاي عند ربع دارس |
إن يشجني رسم الديار فمصطفى | أحيى رسوم علومنا للدارس |
إن الفصاحة والبلاغة قنسه | وهما مصابيح الهدى للقابس |
وهما شعار المصطفى خير الورى | بل معجز القرآن للمتنافس |
فالله قال بسورة من مثله | لا بالحساب ولا بطب الداحس |
دعني من الفلكى يرقب نجمه | ويقول ذا وقت لنحس العاطس |
ومن المهندس قائسا ما بين مضجعه | وبين الشمس اكذب قائس |
ومن الذي يقضى الليالي حاسبا | ويهب ضارب خامس في سادس |
ومن القضايا والقياس فكم ترى | ما بين ذينك من جزاف وساوس |
هذي خرافات تطن باذن من | الف البيان طنين نفس الناقس |
ولكم لهم عند الجدال تشدق | وركاكه فوارة بخلابس |
من كل لفظ لا يكاد يقله | ظهر البعير مقعر متشاكس |
فكانه جلمود صخر حطه | سيل فما تلقى له من حابس |
دعني بحقك من علومهم فما | والله كانت غير محض هواجس |
ذا مذهبي مذ كان حظي جرعة | من نيل مصر ولم اكن بالحادس |
من لم يذق راح البيان فلا تكن | يوما له بمنادم ومجالس |
وانح البلاغة عند شاعر عصر | لعلوم من سلفوا اجل ممارس |
هو بحرها الزخار بحر سلامة | يكفيك جوب سباسب وبسابس |
ان تلقه يوما فقبل تربه | واطلب رضاه فذاك ذخر البائس |
وقل افتنانك في البديع اعاده | من رمسه فابان مين الرامس |
يا اهل مصر اعيذكم بالله من | عين الحسود النافس المتقاعس |
انتم نباريس العلوم مضيئة | للناس بين غياهب وحنادس |
من لم يكن يهديه صابح قولكم | لم يهده نور الصباح العاطس |
لكم اشتياقي لا لقد مائس | وبكم نسيبي لا بطرف ناعس |