بكروا لتقويض الخيام بكورا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بكروا لتقويض الخيام بكورا | فكأنها كانت لصبري سورا |
امسى واصبح حيث كانت هائما | ولها فيحسبنى الورى مسحورا |
او ليس مسحور يشاهد حسنهم | يزداد سحرا ان غدا مهجورا |
لا غرو ان صار الاسى لي صاحبا | اذ سار آسى لوعتي وسميرا |
ساروا وما برحت لواعج حبهم | تذكى وتشغل مهجة وضميرا |
من صاده شرك العيون فلا برى | الا خفوقا حائرا مبهورا |
ويلاه من بطش العيون وفتكها | ان اوهمتك تكسرا وفتورا |
عجبا لها ابدا تصيب غريمها | واليه توحى ان هلم اسيرا |
ويرى جبارا جرحها مع انها | تصمى وبالمصمى تحيط شعورا |
قد ضقت ذرعا من دوام تذكرى | نطقا على رغمي هضمن خصورا |
ويجور شوقي لاعتدال قدودهم | جورا به أجد الاماني زورا |
ما الحر من طبع البدور فكيف من | مرآهم صلى الفؤاد سعيرا |
من كل جارحة جراح في الحشا | يبقى حديث شؤونها ماثورا |
يا ويح قلب متيم غرض لها | ويروح عنه محلا مدحورا |
واذا صبرت على اشتكاء البأس لم | يدع اشتكاء اليأس لي صبورا |
اني شج اشكو غراما حل بي | ومن الورى من يحذر المحزورا |
من ذا الذي يدرى المقدر في غد | ا ومن يكون له الهوى مقدورا |
ان يغربوا عن مقلتي فانهم | ذهبت ورآهم تغذ مسيرا |
ان كنت احرم منهم لم يعدني | عوض اجل بمدحتي منصورا |
هو ذلك الشهم الذي احسانه | يمحو مساوى غيره تكفيرا |
ان تلق من دهم الليالي جائرا | تلف اليد البيضاء منه مجيرا |
من كفه فاضت عيون مواهب | للواردين وفجرت تفجيرا |
كم قد اصاب بها السقيم شفاءه | حتى كأن من الشفاء نشورا |
كم بين من يجديك مع اعوانه | عجلا ومن ترجو جداه شهورا |
افدى الامير فقد فداني منه | مما امل الآسى النحريرا |
ولطالما ايقنت اني مرجئ | عني الخطير اذا رجوت خطيرا |
فليعلمن الدهر اني لائذ | بحمى الامير فلن اكون مضيرا |
وليدر عزرائيل ان سماحه | يولى البيوت واهلها تعميرا |
فليرقبن من ليس تحت لوائه | وليسفكن دما لهم مهدورا |
اما الذين استعصموا بولائه | فاجلهم عن ان يروا محذورا |
كثرت محامده فصار مديحها | لمريده في الحالتين يسيرا |
مهما يطل فيه يجد ما قد روى | في جنب ما لم يروه مكثورا |
من بات مشغوف الفؤاد بذكرها | لم يهذ في ان يستميل الحورا |
لكننا لم ندر اجدرها بما | تختار من اطرائه تصديرا |
صهر العزيز وخلصه وصفيه | وبذا الفخار تتيه مصر سرورا |
لهجت بمدح صفاته فضلاؤها | وبذاك كان ومن براه جديرا |
واستبشرت منه بخير دائم | اذ كان قد فاق الاخاير خيرا |
هذا الذي في عنفوان شبابه | لخليفة الرحمن صار مشيرا |
اما السيادة فهي من آبائه | ارث زكا وعليه شب اميرا |
حصرت خلائقه المحاسن مثلما | خلق البها في خلقه محصورا |
نعم الامير ونعم من يحظى لدى | اعتابه فيكافئ الجمهورا |
من حل يوما في حماه لم يخف | ضرا ولا ضيرا ولا معسورا |
من فاته ذخر الحياة فحسبه | رضوانه ذخرا له مذخورا |
في مجلس الاحكام يبزغ رأيه | نورا ازاء المشكلات منيرا |
في ذلك النادي رجال امرهم | ما بينهم كالنص فيه شورى |
بشرى لمصر فانها آلت الى | ما الله بشرها به تبشيرا |
وهو المصير الى ولاية عادل | يقظ على احيائها تمصيرا |
فجرت جداول نيلها وزكت بها | ارضون كانت قبل ذلك بورا |
لا تخش اثما او قصورا ان تقل | صارت حدائق كلها وقصورا |
حتى غدا من كان مقتنعا بها | بالرث يلبس مطرفا وحريرا |
هذا الفخار لمن يحاول ان يرى | عند المهيمن سعيه مشكورا |
يا رب كن لعزيز مصر واهله | في كل حين واقيا ونصيرا |