تبسم ثغر الكون عن طالع السعد
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
تبسم ثغر الكون عن طالع السعد | فبشر أهل الأرض بالخير والرغد |
وسارت باقطار البلاد بشائر | باعراس انجال العزيز ذوي الجد |
محمد توفيق له السعد خادم | واجدر من يؤتى الولاية عن عهد |
فإن له حزما وعزما وفطنة | وفضلا وإحسانا يجل عن الحد |
لقد عرفت منه النقابة في الصبى | كما عرفت منه النجابة في المهد |
بذاك جرى امر الآله وما لما | يشاء من الأمر المقدر من رد |
ومنهم حسين ذو المعارف والحجى | تدور مساعيه على محور الرشد |
تقلد تفتيش الأقاليم أولا | تقلد ندب ليس يبقى على جهد |
ومن بعدها الأوقاف مع خطتين من | نظائرها قدرا فحسبك من جلد |
فسنى لها وجه السداد وزانها | كما ازدان جيد المرأة الخود بالعقد |
جلاء الفتى في منتضاه رئاسة | يليها وإلا فهو كالسيف في غمد |
وثالثهم رب النهى حسن له | محامد عند الإنكليز بلا عد |
له بلسان القوم اعذب منطق | فتحسبه من مورد العرب الشهدي |
أجلته أملاك الفرنج لأن رأوا | شهامته أنموذج الأب والجد |
تقربهم عين العزيز اذا راى | محامدهم في الناس قدوة مقتد |
فروع على اصل المكارم قد نمت | فصار لها ظل على الخلق ذو مد |
فمن عائد من دهره بفنائهم | ومن شاكر نعمى وقته من الاد |
بدور كمال في المعالي طوالع | الى مغنم الدنيا وما بعدها تهدى |
نجوم هدى ما ان يغيب لها سنا | اذا غاب نور النجم عن عين مستهدى |
ولو لم يكونوا انجما ما تحملوا | عن الوطن المانوس يوما اسى البعد |
كذلك ابناء الملوك نراهم | يجولون اقصى الصين والسند والهند |
فهل كان من يقرو البلاد تعرفا | كمن لا يرى منها انيسا سوى هند |
وشتان ما بين امرئين تبادرا | الى فهم معنى ما يشوق من النهد |
هم السادة الغر الذين تبوأوا | من العز ما تعنو له سطوة الاسد |
هم الافضلون الاكملون مناقبا | يطوف من غور ثناهم الى نجد |
ففي كل فن بان منهم براعة | وفي كل فضل ادركوا غاية القصد |
لعمرك لو رب الخديو بفضله | رقيقا لفاق ابن الاماجد في المجد |
فكيف وهم من صلبه ولديهم | مشايخ علم من ذوي الحل والعقد |
واثن على المفضال طوسون نجل من | توفى سعيدا وهو في جنة الخلد |
لقد شب في حجر العزيز وبره | فانزله في الحب منزلة الولد |
وفي مدح ابراهيم نجل شقيقه | مجال لراوي الصدق او حسن السرد |
تحرى رضى الرحمن في كل ما نوى | فكان الذي يخفى كمثل الذي يبدى |
وهل لي ان انسى فريضة مدحة | لمنصور الشهم الهمام وذا وردى |
لئن فات قبل الآن عيد زفافه | ففي كل يوم عيد شكرانه عندي |
أياديه مصداق على ما رووا لنا | عن الكرماء الأولين م الشكد |
تعلمنا والله ان كيف ينيغي | لنا ان نصون النفس عن ارب مرد |
فما الشعر ما اعياك في الليل نفده | ولكن ما اغناك في الصبح بالنقد |
يفيدك من قبل السؤال فسل به | خبيرا ولا يضللك عنه امرؤ بعدي |
فذلك بحر في المكارم زاخر | فمن كان منه غارفا فهو ذو تلد |
ولو لم يكن الا سماحة خلقه | لقلنا تعالى الله خالق ذا الفرد |
فهذا الذي ان قلت اطريه فالورى | معي وعلى الذنب ان لم اقل وحدي |
وامدح ابراهيم نجل العزيز من | ترعرع في حب العلى صادق الود |
تحلى بآداب الشيوخ ولم يزل | صباه بمنأى عن حلى زغب الخد |
فيا رب صنهم اجمعين وصن لهم | مربيهم ما طاب نشر من الورد |
وابق لنا ام العزيز التي لها | فواضل تجرى في البلاد على وخد |
لها البر والتقوى شعار وانه | لا ظهر من فند واشهر من بند |
مصون على طول الزمان حجابها | ومعروفها في معرض البذل للوفد |
أنالت بني الآمال ما شيدوا به | بيوتا وربوا من بها دون ما كد |
ففي كل قلب شكرها ودعاؤها | احب الى الوسنان من لذة الرقد |
ولو كل انثى اوتيت عشر ما لها | من الراي عاشرن الرجال على جهد |
ولم تلف في قيد التزوج زاهدا | على ان جل الناس فيه ذوو زهد |
فطوبى لمن القى الرجاء ببابها | ومن باياديها على الدهر يستعدى |
بايامها الغراء مصر تتوجت | بتيجان اعراس متممة النضد |
رعى الله ايام العزيز فانها | مواسم افراح وجدوى لمستجد |
واعظم ما يصبى الفؤاد ثناؤه | وذكر معاليه الذ من الشهد |
وتكرير ما اجدى واسدى من اللهى | فذلك احلى في اللهاة من القند |
اشادة بيت واحد في مديحه | يشاد بها بيت من الحجر الصلد |
دليل على توحيد من برا الورى | تفرده بالمكرمات عن الند |
فلا جور في حكم ولا ميل عن على | ولا سأم من بذل ولا خلف في وعد |
وما هو باللاهي وحاشاه ساعة | عن الدين بل فيه له داب ذي جد |
يرى مشفقا لينا على اوليائه | ولكن على الاعداء اصعب مشتد |
يعز علينا ان نودى شكره | بلفظيه به شكر لآخر قد ادى |
ولكن في اللفظ اشتراكا كما اتى | سميوه لم يهدوا الانام لما يهدى |
زهت مصر في ايامه فهي غضة | تبرج من قبل الزفاف ومن بعد |
وفاخرت الدنيا بنيلين احدقا | بها نيل ماء ثم نيل من الرفد |
فلا الجدب يذوبها ولا ضير يعترى | مرابعها من طارى العسر والنكد |
غمام ولكن يكشف الضر سحه | فيعمر ما في الحزن والسهل من جرد |
حسام بنو من سينه ليس في اسمه | او الحاء منه ظللوا تحت افرند |
وانكر شيء ان يؤمك جاحد | لجدوى فان تنقله عاد الى الجحد |
الا لا يسود الناس مالك قينة | تغنيه اذ تسقيه يا مالك العيد |
ولا من يزكى نفسه وهو عاجز | ولا من برى ان المحاسن في البرد |
ولا من يخال الفخر في عنجهية | وزهو فان يسأل تغضن كالجلد |
كأن البرايا كلفت بولائه | فما هو الا ان يقول لها جدوى |
يقول انا هادي الورى وامامهم | فعما قليل يدعى انه المهدى |
ولا من روى بيتين في ذي تدلل | عليه وفيما شفه من ضنى الوجد |
يحذرنا من حينه في غرامه | وينذرنا الآفات من دائه المعدي |
ولكنما من يعتق العبد جوده | ويبني بيوتا سامها العدم بالهد |
ومن في حماه قد انام الانام في | امان وعيش ناعم وهو في سهد |
وتلك لعمري عادة لابي الفدا | وما لامرئ عما تعود من صد |
وهيل ينكر الشمس المنيرة في الضحى | سوى العمى او يقلى سناها سوى الرمد |
ابى الله الا ان تكون مزية | وفضل لبحر يستماح على جعد |
وان يثبت الملك المؤثل راسخا | مصونا لذي جند على غير ذي جند |
كفى حاسديه انهم عند سمعهم | مديح معاليه يذوبون من نأد |
يودون لو صموا اذا سمعوا به | فما شانهم ان ينظروا عين ما يسدى |
لعمرك ان الحس اصل الحسود اذ | يحس فوادا فيه يمكث كالحصد |
فلست ترى من حاسد غير جائر | اذا ذكر المحسود من وجع الكبد |
فداء له ارواحهم غير انها | اراحت فليست بالجديرة ان تفدى |
ولو ان من يحصى وفو هناتهم | يثاب لا حياه الثواب من اللحد |
لئن فقدوا طرا ففي منظر الدمى | يديل يلهى النفس عن ذلك الفقد |
فانهم مثل التماثيل صورة | منقشة ما ان تعيد ولا تبدى |
فابلغهم ان العزيز ورهطه | لفى غبطة ما يعبأون بذي حقد |
وفي الناس اشرار اتيح وجودهم | ليعرف قدر الخيرين على وكد |
كما توجد الحيات يغتال سمها | الوفا وما من رقية معه تجدى |
كذا حكمة الخلاق في خلقه فما | اتيح لخير او لشر فعن عمد |
هنيئاً لمن كان العزيز مجيره | فيوقى سموم الهم من لافح الجهد |
ويأمن من كيد الزمان وجوره | ويرتع في عيش هنئ مع الرغد |
هو العمر فاغنم ما تيسر فيه من | قضاء لبانات توافيك بالنشد |
وانفعها ان تستجير بمن ترى | على بابه الراجين وفدا على وفد |
وتنشد مسرورا معي ومؤرخا | باهدا التهاني للخديوي والحمد |