أسفاً على القمرِ الذي سكنَ الثَّرَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أسفاً على القمرِ الذي سكنَ الثَّرَى | وعلى غصونِ البانِ أَن تتكسَّرا |
أسفاً على الوجهِ الجميلِ فإنهُ | عِوَضَ الحرائرِ بالتراب تستَّرا |
أسفاً على البدنِ الرطيبِ فإنهُ | أمسى طعامَ الدودِ يا نِعمَ القرى |
وعلى العيونِ الجارحاتِ فإنها | غمضت وأَعطَت مقلتي إن تسهرا |
يا أَيها الوجهُ الذي لعبَ البلَى | فيهِ وغيَّرَ منهُ ذاكَ المنظرا |
أسفاً على أسفٍ وليسَ بنافعي | أسفٌ بهِ قلبي عليكَ تحسَّرا |
يا أَيها الوجهُ المكلَّلُ بالبها | من ذا يسلي الأمَّ بعدَكَ يا ترى |
من ذا يبرّدُ نارَ احشاءِي ومَن | يعطي فؤَادي قوَّةً وتصبُّرا |
يا أَيها لوجهُ البديعُ جَمالُهُ | من بعدِ فقدِكَ لا تَسَل عمَّا جرى |
إن غبتَ عن عيني فإنكَ حاضرٌ | في طيّ قلبي لا تزالُ مصوَّرا |
قد ذبتُ من شوقي اليكَ ولوعتي | فمتى تعودُ لنا لكي نستنظرا |
هيهاتِ إنكَ لا تعودُ وإنما | تمشي أمامُ وكلُّنا نمشي ورا |