أَعينايَ جُودي بالدموع السواكبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أَعينايَ جُودي بالدموع السواكبِ | وفيضي دماءً بعد فقد الحبائبِ |
لعلَّكِ تطفى بعضَ ما خَامرَ الحشَى | من النار أو تشفي جراح النَوادبِ |
طَوَى الدهر ما بيني وبين احبَّتي | وجمَّع ما بيني وبين المصائبِ |
تتابعَت الأَرزآءُ من كلّ جانبٍ | عليَّ كما ينهلُّ غيث السحائبِ |
ولو كان همٌّ واحدٌ لاحتملتهُ | ولكن همومٌ أَعَجزَت كلَّ حاسبِ |
شقيقيَ عبد الله أَنّى تركتني | بقلبٍ جريحٍ من فراقِكَ ذائبِ |
أَيا غصنَ بانٍ قد بَغَى البين كسرَهُ | ويا قمراً أخفَتهُ سحب النوائبِ |
ويا كوكباً قد غاب عَني في الثَرَى | وما هكَذَا عهدي غياب الكواكبِ |
لئن غبتَ عن عيني فشخصُكَ لم يزل | أَمامي في طيّ الحَشَى والترائبِ |
وقد كنتُ أَرجو أن أَرَى لكَ عودةً | فخاب رجائي فيكَ من كل جانبِ |
فيا دمعَ عيني لا تجفَّ من البكا | ويا جدمرَ قلبي لا برَحتَ مُصَاحبي |
سَلاَمٌ على ذاكَ الضريحِ وَرَحمةٌ | تفيضُ عليهِ كالغيوثِ السَواكبِ |
سأَبكيكَ دهري ما حَييتُ وأن أَمُت | ستبكي عظَامي تَحتَ طيّ الترائبِ |