العابسة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
مررتُ بالوردِ في البستان مكتئباً | قد أغمض الجفنَ فوق العطر والعبقِ |
أخفى مفاتنه في كمّ برعمه | وكفَّن الحسن بين الغصن والورق |
فقلت يا وردُ قد أشبهتَ في كرَبٍ | وجه الجميلة اذ باتت على نزق |
قد كدَّر الغيظُ فواً من محاسنها | وأطفأ النورَ من لحظٍ لها ألِق |
يا منيةَ النفس قد أسرفتِ في غضبٍ | ما للحسان وللاكدار والرهق |
فيم العبوسُ وهذا النورُ مؤتلقٌ | في ناظريك وهذي فتنةُ العُنق |
والصبحُ مُثّل في خديكِ بهجته | في شقرة الفجر أوفي حمرة الشفق |
خلِّ العبوسَ لصبّ أنت فتنتهُ | يقضي الليالي حليف السهد والأرق |
أنا المعذّب ظمآنٌ ، وما ظمأي | إلا إليكِ ، فهل أبقى على رمق ؟ |