أحزان الخميلة العطشى
أحزان خميلة من الصفصاف ظمأى إلى الماء وماء الفرات منها على قيد باع، وإلى النور ونور البدر يملأ البقاع. | |
_________ | |
مدّتْ إلى ساري الشعاع عشيةً أغصانَها | |
قدْ ذوَّبَ القمرُ السعيدُ بنورهِ ألوانها | |
في ليلةٍ تاهَ الظلامُ بها بنورٍ صافِ | |
حتى ظلال خميلة الصفصافِ | |
ملَّتْ سوادَ الظلِّ واطمئنانها | |
فمضتْ تبثُّ نجومَها أشجانها | |
ترنو إليها من كوى الأفواف | |
*** | |
والنهرُ من تحت النجومِ الزهر ملقىً كالشعاعِ | |
غافٍ على كتفِ الرمالِ البيض مبسوطَ الذراع | |
زحفتْ إليه تحت أعطاف الكثيب جذورُها | |
ظمأى إلى الماء النمير ثغورُها | |
بين السنا والماءِ باتت في التياعِ | |
نامَ الفراتُ عنِ الخميلةِ غير واع | |
والبدرُ يحلمُ ، والنجومُ ونورُها : | |
*** | |
يا لوعةً باتت مسيلَ النسغِ تسري في عروقي | |
أظمأ ومن جنبيّ سالَ النهر مبذول الرحيق | |
الصخرُ في قننِ الجبالِ الجردِ ينعمُ بالضياءِ | |
والشوكُ في الواحات في ظلٍ وماءِ | |
إلا جذوري ما استطاعتْ بلَّ ريقي | |
رمل الكثيب إذا تنكَّب عن طريقي | |
تنثال من قلبي رمالٌ ، من دمائي | |
*** | |
أنَّتْ ظلالي الغبر تشكو من معاناة الترابِ | |
تهفو لتغسلَ في خرير الماءِ مسودَّ الاهاب | |
يا ليتني الزبدُ المبعثرُ فوقَ أمواهِ الفراتِ | |
عند اعتناقِ الضوءِ والموج حياتي | |
أسقي ظماءَ الدوح من روحي المذابِ | |
أو .. ليتني الرملُ المفرَّق في السراب | |
أجترُّ وهم الماء في مجرى لهاتي ! |