الأمنيات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
البدرُ نشوان بلألأئهِ | قد سحرَ الكونَ بأضوائهِ |
أومأ إلى أنجمهِ خلسةً | فهاجها الوجدُ لإيمائه |
تريقُ في دروبه نورَها | وتحرق الروحَ لارضائه |
خفاقة الومضةِ من شدوها | توقّدَ الليل بأشجائه... |
إني أحبُّ البدر في زهوهِ | أحبُّ أن تطالعيهِ معي |
متئداً يسيرُ في فلكهِ | بين نجومٍ حوله أربع |
مثل خفوقِ النجم من وجدهِ | خفوق هذا القلبِ في أضلعي |
*** | |
والنهرُ في حضنِ الربى نائمٌ | تدغدغُ النسمةُ أحلامَهُ |
توهَّم الأنجم في حضنهِ | ثم صحا فمزقتْ أوهامه |
هيمان بالنور وما ناله | إلا اشتياق زاد تهيامه |
كأنما خريرهُ عبرةٌ | يبكي بها الماضي وأيامه... |
إني أحبُّ النهرَ في حزنه | أحبُّ أن تصغي إليه معي |
يرجع النوح ، فإن بللت | ردنيكِ أنداءٌ فلا تجزعي |
هذا الذي خضَّل أكمامنا | بعضُ رذاذ النهر، لا أدمعي |
*** | |
لو تبصرينَ الدوحَ مُستسلماً | إلى عناقِ الموجِ في المنحنى |
كأنما أشواقنا عندَهُ | لم يُبلها الوصل ولا أوهنا |
وكلما تاقَ إلى غفوةٍ | أثارَه البدرُ بدفق السنا |
صفصافةٌ تومي بأردانها | لمن ترى الإيماءَ إلا لنا ؟ |
إني أحبُّ الدوحَ في سهدهِ | أحبُّ أن تسامريه معي |
في ليلةٍ عاذلنا نجمها | سكران من غيرته لا يعي |
أهدابكِ الوطف على وجنتي | فيها ، وترجيعك في مسمعي |
*** | |
تطاول الليل فهاجَ الجوى | أما يحنُّ الفجر للمطلع ؟ |