ليلة تحت الشرفة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقفت أذيب الروحَ في غمرة الهوى | فؤادي خفاق وثغري ظامي |
محا الشوقُ من نفسي عذاب أسيرة | تنوء بأعباءٍ كثرن جسام |
فكان كنيران الهنود ، تقدستْ | ولم تبقِ مِ الارجاس غير قتام |
وذاب لها الديجورُ أسود حالكاً | وظلمةُ نفسي تحت ستر ظلام |
فكفي نجومَ الليل نورك انني | أرى الليل قد أضحى بنار هيامي |
إذا رفَّ جفن منك رفرف خافقي | وجاشت للحظٍ منك نار ضرام |
دعوك دعاء البدر جهلاً وإنما | مشى الظلُّ في ضوء البدور أمامي |
وما أنت إلا النور صرفاً منزهاً | عن الريب والإيهام والاظلام |
وزنداك ما بين السجوف عشية | عموداً ضياءً بين حجب غمام |
ذرينا من الواشين مهما تقوّلوا | ورهطٍ من الحسَّاد غير نيام |
فان نجوم الليل بعض حواسدي | عليك غيارى لم يطقن غرامي |
أزف إليك الشوق روحاً مرفرفاً | على قربنا حتى العيون ظوامي |
ولوَّحت بالزهرات يا حبذا الشذا | وحبَّ لنفسي ما استطال مقامي |
بكفك يا حبي روى الزهر غلة | غدا الماء عنها دون بلّ أوام |
أنامل فيها الفجر صب شعاعه | وأفرغ فيها الشوق نشوة جام |
فأومي بها إيماءة الحب من علٍ | يدبُّ دبيبُ الروح بين عظامي |
*** | |
كواكبُ هذا الليل فيمَ تهامستْ | سراعَ الخطى نحو المغيب روامي |
سكبنَ الكرى في ناظريك فاحسني | لقاء خيالي في غضون منام |
أنا الطيف في دنيا الحقيقة هائمٌ | فكيف هيامي في دنى الأحلام ! |