إن كنتَ تبغي المدحَ غيرَ مفنَّدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إن كنتَ تبغي المدحَ غيرَ مفنَّدِ | فالهَج بأوصافِ الأميرِ محمَّدِ |
ذاكَ الكريمُ ابنُ الكرامِ ومَن علا | أوجَ العلآءِ يلوحُ مثلَ الفرقدِ |
غَضُّ الصبا أعطي نباهةَ أَشيَبٍ | من ربِّهِ عجباً لا شيبَ امردِ |
يُنشِي القصائدَ كالنجومِ مُضِيئةً | تبدو لنا من فكرهِ المُتَوَقّدِ |
عَلَمٌ لقد جمعَ الفضائلَ شخصُهُ | فاعجَب لجمعٍ حاصلِ في مُفرَدِ |
أَخَذَ الكرامةَ عن أبيهِ وجَدِّهِ | إِرثا قَديماً ليسَ بالمتجدِّدِ |
وحوى من الأوصافِ كلَّ سجيَّةٍ | وُجِدَت لهُ ولغيرهِ لم توجدِ |
سلمت شمائلهُ من العللِ التي | منها حماهُ اللهُ منذُ المولدِ |
بدرٌ يفيضُ النور منهُ إذا بدا | وتفيضُ من كفيهِ سُحبُ العسجدِ |
وإذا تكلَّمَ لاحتِ الغُرَرُ التي | تبدو كدرِّ في العقودِ منضَّدِ |
إن تتركِ الشعرآءُ مدحَ صفاتهِ | نطقَ الجمادُ وهامَ قلبُ الجلمدِ |
يا أَيُّها المولى الذي أمسى على | تختٍ من الشرفِ الرفيع مُؤَيَّدِ |
لا يكتفي بمديحِ فضلكَ شاعرٌ | لو خطَّ احرفهُ بألفِ مجلَّدِ |
لكن يقولُ مقدّماً لكَ عذرَهُ | لم يخلقِ الرحمنُ مثلِ محمَّدِ |