إلى اللَّه أشكو من كساد الجوائب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلى اللَّه أشكو من كساد الجوائب | ومن شانئ شانا لها ومشاغب |
على أنها بكر الجوائب كلها | ولكنها لم تحظ منهم بخاطب |
تبدت بشكل ذي اعتدال فلم يمل | إليها من استهواه ميل المذاهب |
فبعضهم شان الكلام مهذبا | وبعضهم يقلى حديث الاجانب |
وبعضهم يهوى النسيب بغادة | ووصف عذار دون وصف الكتائب |
وما الذنب لي اني افدت ولم افد | وما الذأم بي اني اسغت مشاربي |
وابديت منها كل ما راق للنهى | واعجب من راقته ذكرى العجائب |
فابصر منها العمى طرف رغائب | واسمع منها الصم فرط غرائب |
ولكنها الايام تلوى مقاصدي | وتعكس آمالي بها ومآربي |
وكم آثرت تربا على التبر واستوى | لديها صياحا عندليب وناعب |
ولو ان قومي انصفوني لنوهوا | بحسن واحسان لها في المخاطب |
اتيت بشيء لم ير الناس مثله | فبدع لما لاح بدع المطالب |
وهل يسلم الانسان من طعن حاسد | وان لم يكن فيه معيب لعائب |
الا لا يخلني شامت ذا اسى على | فوات نصيب منه لي فوت ذاهب |
ولكنني آسى على فقد من يرى | هدى النجم في داجي ضلال الغياهب |
ومن لم يميز بين ذي الصوت والصدى | ويحرمه الاداب حب المآدب |
واني على ما سمت من جهد حالة | وترجمة راض بحمل متاعبي |
ولكنني لا ارتضي ان يعيبني | جهول تردى بالخنى والمعايب |
فمن شاء ان يأتي بمثل جوائبي | معارضة فليقف اثر ركائبي |
والا فلا ينطق بليت ولو ولا | يكن كالذي يرويه آل السباسب |
وكم عائب شيا ويحسب انه | مصيب وبعض الظن احدى المصائب |
فويلي على لاح يكون مباغضي | بلا سبب طورا وطورا مغاضبي |
اذا لم يكن بد من اللوم فليلم | زماني على اني رهين النوائب |
وان ليس لي في حرفتي من مقارب | بلى لي منها الف ضد مراقب |
فمالي الا ان اقول تاسيا | الى اللَه اشكو من كساد الجوائب |