إلى الله اشكو ما تكن ترائبي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
إلى الله اشكو ما تكن ترائبي | واسكب دمعا صيبا كالسحائب |
ابيت وفي قلبي من البين حسرة | تثير غراما حاضرا اثر غائب |
ولو كنت معذورا على ما اصابني | لها على اليوم بعض مصائبي |
ولكنني القى الورى بين شامت | وآخر لماز وآخر عاتب |
اما في الورى من عادل غير عاذل | اما فيهم من صاحب غير حاصب |
واني اذا ما قمت اشكو معاتبا | شكاني غير شكو خصم معاقب |
وما تنفع الشكوى لدى غير منصف | وما ينفع البرهان عند المشاغب |
الم يأن للايام ان تستفيق من | اذاي وحرماني اعز ما ربي |
وما ضر دهري لو كفاني ذي النوى | وآنسني يوما برؤية صاحب |
سميري في وجه النهار يراعة | وليلى درس الصحف من كل كاذب |
فيا لك من يوم كريه صباحه | ويا لك من ليل بطيء الكواكب |
كأني في حلق الزمان شجا فلم | يزل لافظاً لي ارض من لم يبال بي |
كاني على ظهر البسيطة حامل | لاعباء هذا الخلق فوق مناكبي |
يلوع فوادي ما يلوح لناظري | من الظلم والعدوان من كل جانب |
ووالله ما ادرى اسحر الم بي | ام الناس قد اوتوا حمات العقارب |
ارى كل فرد هاترا عرض غيره | وكلا يلاقي قرنه بالمثالب |
فيا ليت شعري ايهم هو صادق | واي ابن انثى لم يشب بشوائب |
ومن ذا الذي قد برأ الله ذاته | من النقص حتى لم يشن بالمعايب |
اذا كان اصل الناس من حمأ فما | عسى ان يرى في الفرع صفو المشارب |
اذا كنت تبغى صاحبا دون زلة | اجئت الى زلات غير المصاحب |
صبرت على مر الزمان وحلوه | وقد ادبتني منه ايدي النوائب |
فالفيت سعي كله فيه ضائعا | سوى مدح اسماعيل رب المواهب |
مليك علا شانا وعزا فلا ترى | له مشبها في فضله والمناقب |
اذا ما تحرى خطة ينتضى لها | عزيمة جد نافذ في المضارب |
هو البحر لمكن دره غير غابر | هو البدر لكن نوره غير غارب |
ولو لم يكن بدرا لما سار صيته | وحلق اوج الشرق ثم المغارب |
تمنت ملوك ان تراه ومذ رآت | محياه حابته حباء المناسب |
فكان غريبا بينهم في سخائه | وفي حبه من اهلهم والاقارب |
وعاد غىل مصر وقد عيل صبرها | لفرقته فاستبشرت بالرغائب |
وكل اتاه داعيا ثم حامدا | كذلك كان الدأب داب الاجانب |
ولا غرو فهو اليوم روح حياتها | تحسبها في الحسن طلعة كاعب |
وتكبره والله ان لاح وحده | وفي حبأ كالبدر بين الكواكب |
ولم ار فرقا بين شيئين مثلما | ارى بين انسانين عند التارب |
يقارب اسماعيل في السن معشر | وليس له في مجده من مقارب |
لئن كان لم يملك بلادا بعيدة | فاكباد اهليها له ملك غالب |
وان كان لم ينطق بكل لغاتهم | فآلاؤه فيهم اجل مخاطب |
اذا عرفوا الانسان بالنطق فابتدر | وقل نطق تحميد لتلك النقائب |
ومن لم يطق حمدا له بلسانه | ففي لبه يرويه ضربة لازب |
وان يك اسماعيل بالذبح قد فدى | فهذا يفدى بالنفوس النجائب |
كلا السيدين استخلص العرب امة | وبوأها في العز اعلى المراتب |
فها نحن في ظل العزيز اعزة | وها نحن من افضاله في مآدب |
حرام على المدح الا له له | ومن هو فيه اليوم افصح كاتب |
كاحمد وهبي ذي البلاغة والحجا | له كلم فيها غنى عن مراضب |
سقاني راحا من قوافيه اسكرت | نهاي فبي من ذاك هزة شارب |
تحريه مدحي في الوقائع منة | مضاعفة شكرى لها جد واجب |
فهذان معروفان لست بواجد | نظيرهما من مدحه في الجوائب |
باي لسان امدح اليوم مادحي | واين التغني من نواح النوادب |
بديع البيان يوقع اللفظ موقعا | مصوغا على قدر المعاني الثواقب |
فمن بدر معنى السابقات وكان في | بيان المعاني سابقا كل كاتب |
يعز عليه ان يرى بين لفظه | ومعناه سبقا او لحاقا لعائب |
له فكرة بالنجم نيطت فلم ينل | مداها امرؤ افكاره في الملاعب |
فذاك الذي يصبو اليه اولوا النهى | وقد ضل من يصبو لعين وحاجب |
ومقوله ذاك الفصيح وانه | متى اختلف القولان احدى العجائب |
يطوع له في الحكم كل معاند | ويرضى به في الفصل كل مؤارب |
تباهى به مصر السعيدة فهو في | سماء حماها زين كل المناصب |
الا ليت شعري والاماني شهية | اتلمس من مصر ترابا ترائبي |
تنعمت فيها بين شيخ مؤدب | وخل وفي كان اكرم آدب |
فكان جزآي بعد ان بنت عنهم | عناء وضربا في جميع الجوانب |
سلام عليها كلما شاقت الصبا | محبا وما حنت اليها ركائبي |