سهرٌ على مهودٍ فارغة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عشرين عاماً كنتَ أعمى | عشرين عاماً كنتَ مخدوعاً | وجرحُكَ كان يَدمى | عشرين عاماً | أيُّها المذبوحُ بين عسى.. ولمّا | حتى إذا أبصرتَ | كان الموتُ أسبقَ منكَ سهما.. | .. | أدري بأنك صادقٌ في كلِّ ما نزفتْ جراحُكْ | أدري بأنك قَطُّ لم يَخفقْ على وَشَلٍ جناحُكْ | ونَكفَتَ حينَ السّاحُ ساحُكْ | .. | عن أن يُقال ظلَّمتَ | أو عصفتْ بلا سببٍ رياحُكْ | .. | والآن حبُّكَ صار همّا | والآن صارت كلُّ هاتيك المُنى أسفاً وغَمّا | من ذا يصدّقُ | أو.. علامَ يصدّقونكَ يا مُدمَّى | ما دام جرحُكَ لا يُبيحُ، لكبريائكَ، | أن يُسمَّى.. | .. | ما دمتَ لم تفقأْ عيونَكْ | ما دمتَ لم تُنشَرْ مع الأموات كيف يُصَدّقونكْ؟ | والناس، | حتى لو تموت، | على الكفاف سيذكرونَكَ | سيُقالُ كان كذا عفاهُ الله.. | أو يتجاوزنَكْ.. | .. | أسَفاً عليك، وكنتَ غالي | أن يستبيحكَ من يشاء، | وأن تُبعثِركَ الليالي | أسفاً عليك | وأنت في الستّين | أن تبقى تُلالي | ومهودُ عشقكَ كلُّها خويَتْ | وأنت بها تُغالي | .. | وتظلُّ تدمى | ويظلُّ جرحُكَ | لا ينامُ مع الجراح | ولا يُسمَّى | عريان، | يحملُ راعفَ الشريان | بين عسى.. ولمّا | أنِفاً، | ويدري أنَّ سهمَ الموت | أوجَرَهُ، | وأصمى.. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبدالرزاق عبدالواحد) .