كُنتِ بِالأَمسِ رَبَّةَ العاشِقينا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كُنتِ بِالأَمسِ رَبَّةَ العاشِقينا | تُسكِرينَ الملا وَلا تَسكَرينا |
وَلَقَد كُنتِ تَبسَمينَ بِحَظٍّ | فَلِماذا أَمسَيتِ لا تَبسَمينا |
ما الَّذي أَوجَبَ اِكتِئابُكِ حَتّى | صارَ رَمزُ الجَمالِ رَمزاً حَزينا |
أَظلَمَ الحُزنُ في عُيونِك نوراً | كانَ بِالأَمسِ فتنَةَ الناظِرينا |
أَينَ ذاكَ الجَمالُ أَين جَبينٌ | ما أَرانا من قَبلُ هذه الغُضونا |
أَوَلَيسَت هذي الغُضونُ رُموزاُ | لَم تَزَل في الفُؤادِ سِرّاً دَفينا |
خَفِّفي اليَومَ وَطءَ مَشيِكِ كيلا | يُصبِحَ المَشيُ نَقلَة الراقِصينا |
ما تَعَوَّدتِ غَير مَشي دَلالٍ | كُنتِ حَتّى الهَوى بِهِ تَخدَعينا |
خَفِّفي المَشيَ إِنَّ في التُربِ قَلباً | رَجعَ اليَومَ بعدَ إِثمِكِ طينا |
لا تَصيخي لِلحُبِّ وَاِمشي عَلَيهِ | لَيسَ عَهدُ الغَرامِ إِلّا جُنونا |
لا تَصيخي إِلى الضَميرِ إِذا ما | قالَ يَوماً عِبارَةَ المُشفِقينا |
قَد أَهَنتِ الحَياةَ بَعدَ عليٍّ | فَاِستَحي اليَومَ لا تُهيني المنونا |
إِن يَكُ الفُسقُ من عَليٍّ فَمشنكِ ال | فُسقُ وَالجورُ بِئس ما تَفعَلينا |
أَنتِ أَفسَدتِه وَكان غُلاماً | ثُمَّ صَيَّرتِهِ من الباذِرينا |
إِنزَعي الحليَ عَنكِ وَاِستَبدليها | بِقُيودٍ أَحقّ بِالسافِكينا |
هذِهِ الحليُ من دِماءِ عَلِيٍّ | كَيفَ تُبقينَها وَلا تَخجلينا |
لا تَصيخي يا مرغَريتُ لِصَوتٍ | لَيسَ صَوتُ الضَميرِ إِلّا مُجونا |
وَاِرقُصي إِن وَدَدتِ فَوقَ تُرابٍ | ضَمَّ قَلباً لِمُغرَمٍ وَعُيونا |
وَاِطرَحي الحُزنَ عَنكِ فَالحُزنُ جُبنٌ | كَيفَ يا غادَة الدما تَجنينا |
غيهِ ضحّي الضَميرَ في كُلِّ حالٍ | وَمري السَفك في الوَرى أَن يَكونا |