أَيَعيشُ في لُبنانَ حُرُّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَيَعيشُ في لُبنانَ حُرُّ | وَمعيشهُ الأَحرارِ قَهرُ |
نَفدَ اِصطِباري في الحَيا | ةِ مَوطِني ما لي مَقَرُّ |
ما لي مقرٌّ ثابِتٌ | في مَوطِني ما لي مَقَرُّ |
كُلٌّ يُطارِحُني الفِرا | رَ وَلَيسَ لي مِنهُ مفرُّ |
لُبنانُ وَالماءُ الزلا | لُ مرقرقٌ لا يُستَقَرُّ |
وَالمَرجُ أَخضَرُ باسمٌ | لِلفَجرِ وَالآكامِ خضرُ |
وَالبَحرُ مِرآة لهُ | وَلَهُ من الأَزهارِ ثغرُ |
وَمن الجِبالِ الشاهِقا | تِ لهُ بناءٌ مُشمخرُّ |
لُبنانُ كان بِبأسهِ | أَسداً لهُ الأَجيالُ ظِفرُ |
فَإِذا دَهتهُ صَواعِق ال | أَيّامِ رُعباً تقشعِرُّ |
فَعَليهِ مرَّ الأَنبِيا | وَالأَقدَمونَ عَلَيهِ مرّوا |
فَسَماؤه الوَحيُ الصَحي | حُ وَتربُهُ مَجدٌ وَفَخرُ |
إِن فاتَه بَأسٌ قَدي | مٌ لَم يفتهُ سناً وَقدرُ |
فَعَلى مفاخره اِستَمَرَّ | وَلَيسَ يبرح يستمرُّ |
وَاليَوم قَد عَبَثَت بِهِ | نوبٌ وَجار عَلَيهِ دَهرُ |
وَطَوى الزَمانُ كتابه | هَل بَعدَ ذاكَ الطَيّ نشرُ |
قالوا وَقَد بَصروا بخدّ | ي مِن دُموعي يُستدرُّ |
إِرحل لمصرَ فَقُلت في | نَفسي لَهُم لِلَّهِ مصرُ |
سَأَبينُ عَن وَطَني فَفي | وَطَني ثَعالِبُ وَهيَ كُثرُ |
وَالثَعلبُ المحتالُ ما | بَطَلت له حيلٌ وَمكرُ |
أَنا لا أَزالُ أُحِبُّهُ | فَمحبّة الأَوطانِ نذرُ |
لكِنَّ لي عذراً بِهَجري | وَالضَغائِنُ فيهِ عذرُ |