نَحنُ عَدنٌ وَهم مَكانٌ مُريبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَحنُ عَدنٌ وَهم مَكانٌ مُريبُ | شَقِيَت فيهِ أَعيُنٌ وَقُلوبُ |
سَكَبَ الحُبُّ رَحمَةَ اللَهِ فينا | فَالسَنى مائِجٌ بِنا وَالطيوبُ |
كُلُّ أَعراقِنا السَعيدَةِ لِلإي | مانِ مَجرى وَلِلرِّجاءِ دروبُ |
تَتَناهى بِنا إِلى الغِبطَةِ | الكُبرى فَنَفى بِسِحرِها وَنذوبُ |
أَنتِ يا لَيلَ أَنتِ أَجمَلُ رُؤيا | صَبَّها في العُيونِ حُلمٌ عَجيبُ |
ما رَأى الناسَ مُنذُ حَوّاءَ حسناً | فيهِ هذا النَدى وَهذا اللَهيبُ |
أَيُّ لَونٍ كَأَنَّهُ الصُبحُ فيهِ | مِن بَقايا الفَجرِ العَميقِ شُحوبُ |
أَغرَفَتهُ عَيناكِ في مُبهَماتٍ | هيَ مِن روحِكِ الخَيالُ الغَريبُ |
حينَ تَطفو عَلَيهِ أَخيِلةُ الأَه | دابِ يَخبو بَياضهُ المَشبوبُ |
أَعلى وَجنَتَيكِ يا لَيلَ خَمرٌ | أَلهَبَت فيهِما النَدى أَم حَليبُ |
أَم عَلى وَجنَتَيكِ ظِلُّ الخَطايا | مِن بَغِيٍّ أَتى إِلَيكِ يَتوبُ |
حُسنُكِ الحُسنُ وَهوَ لِلخَل | قِ إِحسانٌ وَما تَبَقّى ذُنوبُ |
قُلتِ قُل بَعدُ وَاِبتَسَمتِ فَشَعَّت | في كِياني مجاهِلٌ وَشُعوبُ |
وَجَرَت في دَمي يَنابيعُ لَم يَح | يَ عَلى مِثلَها صَعيدٌ خَصيبُ |
وَمِن الطَيرِ جوقَةٌ في ضَميري | غَرَّدَت فَهو بي وُجودٌ طَروبُ |
كُلُّ ما بي زَها وَغَنّى وَلكِن | في لِساني تَرَدَّدَ العَندَليبُ |
قُلتِ في صَمتِكِ الجَميلِ حَديثٌ | ما رَوى مِثلَهُ فَمٌ مَوهوبُ |
فَبِروحي سَمِعتُ ما لَم تَقُلهُ | إِنَّهُ في جَوارِحي مَكتوبُ |
ثُمَّ قَبَّلتِ في يَدَيكِ غُصَيناً | فَسَرى فيهِ قَلبُكِ المَسكوبُ |
وَبِشَعري عَقَدتِهِ وَعَلى عَي | ني طَبَعتِ اِبتِسامَةً لا تَغيبُ |
قُلتُ ماذا فَقُلتِ إِكليلُ حُبٍّ | هكَذا يُكرمُ الحَبيبَ الحَبيبُ |
سَوفَ تَذوي التيجانُ يا لَيلَ وَالسُل | طانُ يذوي جَبينُهُ المَعصوبُ |
وَالأَكاليلُ سَوفَ تَذوي وَتَبلى | وَيَشيبُ الغارُ الَّذي لا يَشيبُ |
وَعَلى مفرقي وَقَلبي سَيَبقى | غُصنُكِ الرَطبُ وَهوَ حَيٌّ رَطيبُ |