سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سفينة العَين قَد فازَت مِن الغَرَق | وَأَشرَقَت تَزدَهي مِن ساحِل الحَدق |
مرت مَشيدَة ما مَسَّها لغب | شَفاف منظرها في أَحسن النَسق |
وَنورُها ضاحِك تَبدو نَواجِذه | لِما تَنفس صُبح الصَحو عَن شَفَق |
قَد ضم بِالشَوق مَحبوا يعوّذه | من الوُشاة برب النور والفَلَق |
فَيا وُلاة الهَوى في صِدقِكُم شَغفي | اِذ أَنَّني مِن ذُهول الوجد لَم أَفِق |
بكَعبَة الحُسن اِنسانا أَرى فَلَوا | عَيني الَّتي طالَما ضَلَّت من الغَسق |
وَخبروني أَاِنساني صفا وَدَنا | لِمُستَهام رَماه البَين بِالأَرق |
نعم ببشر اللقا تَهديك أَنفُسَنا | وَقَد دَنا وَصَل مَن تَهواهُ فَاِستَفِق |
أَهلا بِنورِ عُيون راق لي وَصفا | من بعد يَأسي وَطول الخَوف وَالفرق |
فَيا تَحيات برء شهدها بِفَمي | حلى مَرارَة تَسهيدي مِنَ القَلَق |
بِأى قَول أَحييه وَعِزَّتُه | عَزت مَنالا فَلَم تُدرِك لِمُستَبِق |
لكن ضَمير التَهاني غَير مُستَتِر | وَنور أُنسي بَدا لِلنّاسِ كَالفَلق |
وَذا الرَشا مُذ نَشافى حُسن طَلعَتِهِ | كانَت مَنازلُه شَفاقَة الحَدق |
اِنسان عَيني المُفَدّى أَنتَ لحت بِها | لا أَوحش اللَهُ من اِحسانِكَ الغَدق |
آليت لِما سَقيت السم في سَقمى | وَأَحوَجَتني لَياليهِ لكُل شَقى |
لا أَشتَكي لَوعَتي اِلّا لِمَن هُوَ لي | في كُل ضيم بِالعُيونِ بَقى |
وَقَد مُنِحتَ بِنور مِنكَ مُقتَبَس | بَرت يَميني وَكانَ الصدق من خلفي |
ملت لَيالي مصابى من جَوى وَأَما | وَحملتني أَثقالا عَلى عُنُقي |
قادَت زَمامي لِكَهف السَقم وَاِستَنَدَت | بِبابِهِ أَشهَرا طالَت فَلَم أَطق |
كَأَنَّها ضُرَّة قَد ضَرَّها رَفهي | بِالقُربِ مِنكَ فَجابَت اِسوَأ الطُرُق |
فَهَل نَوَت طهر أَحقادِ تَواريها | بِسُبُل دَمع مِن الآماق مندَفِق |
لِما اِستَغَثت بِفَضل اللَهِ يسرلي | اِكحال صَبر أَقالَتني مِن القَلَق |
وَرَدك اللَهُ نور المُقلَتَين عَلى | صَب بِغَيرِكَ هاد قَط لَم يَثِق |
كَم دق عَظمي بِاِسقام تُغادِرُني | كاثمد لِعُيون العَينِ منسحق |
كَم قُلت في مِحنَتي يا رَب خُذ بِيَدي | وَاِكشِف سَقامي وَجد بِالنَومِ للارق |
فَبِالصَغيرَين أَهدى الشُكر مُعتَرِفا | لِخالِقي ما صَفا البَدران بِالافق |