أَعَن وَميضِ سَرى في حُندُس الظُلم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَعَن وَميضِ سَرى في حُندُس الظُلم | أَم نِسمَة هاجَت الاِشواق من أضم |
فَجَدَّدَت لي عَهدا بِالغَرامِ مَضى | وَشاقَني نَحو اِحبابي بِذي سِلم |
دَعا فُؤادي مِن بَعد السَلو اِلى | ما كُنتُ أَعهد في قَلبي مِن القدم |
وَهاجَني لِحَبيب عِشق مَنظَرَه | يَمحو وَيُثبت ما يَهواه مِن عدمى |
يَمحو سَلوى كَما يَمحو اِساءَتِهِ | حَسبي لَهُ فَعَذابي فيهِ كَالنَعيم |
رامَ الوُشاةَ سَلوى عَن مَحَبَّتِهِ | وَلَم أَوف لَهُم عَذلا وَلَم أَرُم |
كَيفَ اِستَنار الجَوى يا مَن تَمَلَّكَني | وَشاهد العِشق في العُشّاقِ كَالعِلم |
فَيا لَهُ مُعرِضا عني وَمُعتَرِضا | بَينَ الفَراغِ وَقَلبي وَهُو متهمى |
حَسبي مِنَ الحُبِّ ما أَفضى اِلى تَلفى | وَما لَقيتُ مِنَ الآلامِ وَالسَقمِ |
أَنّى رَدَدت عَنانى عَن غِوايَتِه | وَقُلتُ يا نَفس خلى باعِث النَدم |
وَلَذَّت بِالمُصطَفى رَب الشَفاعَة اِذ | يَدعو المُنادي فَتحي الناس من رحم |
طه الَّذي قَد كَسا اِشراقَ بِعثَتِه | وَجه الوُجودِ سَناء الرُشدِ وَالكَرَم |
طه الَّذي كللت انوا سنته | تيجان أُمَّتِه فَضلا عَلى الامَم |
نِعم الحَبيب الَّذي من الرقيب بِهِ | وَهُوَ القَريبُ لِراجى المَجدِ وَالنِعَم |
روحى الفِداء وَمن لي اِن كون لَهُ | هذا الفِداء وَموجودى كَمُنعَدِم |
وَما هِيَ الروحُ حَتّى أَفتَديهِ بِها | وَهي البغاث يَغارُ الظُلمُ وَالظلم |
وَالعُمرُ أَفنَت ثِقال الوُزر لمحته | وَبَدَّدَتهُ صُروفُ الدَهرِ بِالتُّهَم |
أَينَ الرَشادُ الَّذي أَعدَدتُهُ لِغَد | غَويت عَنهُ فَزلت بِالهَوى قَدمى |
من لي بترب رحاب لَو أَفوزُ بِها | كَحلت عينا أَفاضَت دَمعُها بِدَم |
من لي بِاِطلالِ بان عز مَنظَرِها | تَسقى بَطَل من الآماق مُنسَجِم |
تحط أَثقال وُزر لا تَقومُ بِها | شَم الرَواسي من راس وَمُنهَدِم |
فَكَم يَتبَع زَلال فاض من يَدِه | أَروي الاِوام وَأَسقى مِنهُ كُل ظَمىء |
وَالجذع أَن لَهُ من بَعدِهِ جزعا | لما رَأى عَنهُ مَولى العرب وَالعُجم |
لانَت لَهُ الصَخرَة الصَمّاءِ طالِعَة | مُذ مَسَّها سَيِّدُ الكَونَينِ بِالقَدَم |
فَيا لَها مُعجِزات ما لَها عَدَد | أَفلِها منا يَدا نار عَلى عَلم |
وَلا يُحيطُ بِهِ مَدحى وَلَو جَعَلت | جَوارِحي أَلَسنا يَنطُقنَ بِالحُكمِ |
وَاِنَّما أَرتَجى مِن مَدحِهِ قبسا | يَهدي الصِراطُ وَيَشفى الروحُ من أَلَم |
وَكَيفَ لي بِاِتِّعاظِ النَفسَ آمِرَتي | بِالسوءِ ناهيتي عَن مَورِدِ النِعَم |
فَما اِلتِماسي عَن خَيرِ يَقرُبُني | زُلفى السَعيم وَلا تَسقى بِمُنتَظِم |
لكِن لي أُسوَةأَشفى بِها وَصَبي | حُسن اِرتِباطي بِحَبلِ غَير مُنفَصِم |
وَمِنَّةُ اللَهِ دين وَصفِهِ قيم | بِحُجَّتي اِن أَخَف يَومَ اللُقا يقم |
وَما سِوى فوزكوني بَعضُ أُمَّتِه | ذُخرا أَفوزُ بِهِ مِنَ زلة الوَصم |
اِلّا اِلتِماسي عَفوا بِالشَفاعَةِ لي | مِن خاتِمِ الرُسُلِ خَيرُ الخَلقِ كُلُّهُم |
مَددت كَف الرَجا أَرجو مراحمه | وَقَد حَلَّلت بِهِ في بَهرَة الحرم |
أَقولُ حينَ أَوافى الحَشر في خَجل | اِن الكَبائِرَ أَنسَت ذِكرَهُ اللِمَم |
يا خَيرُ من اِرتَجى اِن لَم تَكُن مَددى | وَاِزلَتي يَومَ وَضع القِسطِ وَالدِمى |
فَاِشفَع بِحُبِّ الَّذي أَنتَ الحَبيبُ لَهُ | لَولاكَ ما أَبرَزَ الدُنيا مِنَ العَدَم |
عَلَيكَ أَزكى صَلاةُ اللَهِ ما اِفتُتِحَت | أَدوارُ دَهر وَما وَلَّت بِمُختَتَمِ |