ما كُنتُ أَعهد ما بِالعَبدِ مِن أَسَف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما كُنتُ أَعهد ما بِالعَبدِ مِن أَسَف | وَلا أَعي فيهِ حالا كانَ قَبل خَفي |
حَتّى تَقَلَّبت في أَحصاب حَرقَتِهِ | وَصِرتُ مِمّا ألاقى عاذِرا سلفى |
لا غرو اِن الصِبا يَأتي بِنَفحَتِكُم | وَكُلَّما مراغدو بِالغَرامِ هفى |
وَلَم أَنَل مِن نَسيم الصُبحِ لي أَربا | يَشفى فُؤادي مِن التَسهيدِ وَالشَغف |
لِما يَئِست وَلَم يَسمَح لململتي | قاضي الهَوى بِنَشيق من هَواك شَفى |
خاصَمت كل نَسيم فيكَ مبتَكرا | وَعفته بِخَيال مائِس الهيف |
خلوت لِلخل خلواتي وَخلت بِها | خلو صدري من اللوعات وَاللَهف |
نَفيت طيب الكَرى لِلقَدِّ مُنتَظِرا | وَكَم شَكَوت بِقَلب خافِق رَجف |
فَيا لَهُ مِن خَيال غَرَّني وَنَأى | وَقَد رَماني بِسَهم السَهد وَالكَلف |
مَياس قَدك عِندي غَدوَة وَمسا | فَلا تَضن بِمرآه عَلى الدَنف |
حر التَهاني وَوجدى وَاِحتِراق دمى | يَفيح وادي الغَضا عَمَّن سِواكَ خفى |
لما بَصرت بِما لا يَبصرون بِهِ | يا سامِرى فَلا تَعجَل عَلى تلفى |
وَراجِع النَفسَ اِنّي قَد ضَلَلتُ بِها | عَمّا عَداكَ فَلَم أُبرِح وَلَم أَقف |
فَقالَ لي بِاِبتِسام من مُباسَمه | يا مُؤمِن القَلبَ لا تَحذَر وَلا تَخَف |
ما كُنتَ اِلّا خَيالا مَعفوى لقا | لا يَستَفيدُ الشَجى مِنّي سِوى الكَلف |