لَعِب الهَوى بِفؤاد صب نائى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لَعِب الهَوى بِفؤاد صب نائى | وَسَقاهُ كَأس لَوعَة وَعَناء |
ما بالَه لَزِمَ الهَوى حَتّى غَدا | في الحُبِّ لَم يَبرَح عَنِ البَرحاءِ |
قَد كانَ قَبلَ العِشقِ لا يَدري الجَوى | هَل تاهَ بَعدَ العِشقِ في تَيهاء |
أَم هامَ وَجدا في المَلاحِ فَأَصبَحَت | أَحشاؤُهُ لإترتجي لِشفاء |
ما بالَهُ يَشكو وَيَشكُر حالَة | اِمسى بِها مِن جُملَةِ الشُهَداء |
أَبدا تَراهُ لاهِجا بِاِسمِ الَّذي | يَهواهُ ف الاِصباحِ وَالاِمساء |
كَفى مَدامِعي الغزار أَو اِذرفى | وَتَقَطُّعي بِالهَجرِ يا أَحشائي |
وَتَثبتي يا مُهجتى أَو فَاِجزَعى | وَتَفطري أَو فَاِصبِري لِقَضاء |
حكم الهَوى وَالقَلب لازَمَه الجَوى | تَبقى لِواعجه بِطول بَقائي |
دَمعي وَقَلبي مُطلَق وَمُقَيَّد | هذا لِتَعذبي وَذا لِشَقائي |
حُب تَمكن في الفُؤاد وَقَد بَدَت | آثاه في سائِرِ الأَعضاء |
اِني لِيُعجِبُني الَّذي يَرضى بِهِ | سِيان بَعدي عَنهُ أَو اِدنائى |
فَعَلامَةُ العُشّاقِ حُسنُ رِضا همو | عَمّا اِرتَضى المَحبوبُ مِن أَشياء |
وَقَد اِعتَرَفتُ بِأَنَّ مثلى لَم يَقُم | بِحُقوقُهِ وَمُقصر بِأَداء |
فَقَصَدت ساحَة عَفوِهِ متسربِلا | بِجنايَتي مُتَوَحِّشاً بِحَيائي |
وَأَتيتُ بابَكَ وَالرَجاءُ يَؤُمني | وَاِخجَلتي اِن لَم أَفُز بِرِضاء |
غَواثاه مِن لي اِن منعت وَكَيف لي | بِما عدان لَم تَقُم بِوَفائي |
أَم كَيفَ أَنعُم بِالبَقا وَيَلِذ لي | عَيشُ اِذ أَشَمت بي أَعدائي |
وَادي الغَضا قَلبي بِما أَلقاهُ من | أَمارَتي بِالسوء وَالضَرّاء |
فَزَعيم جَيش الجَهلِ حط عَزائِمي | وَالشَر قَوض مربعى وَبنائى |
وَكَبائرَ الهَفواتِ قَد أَلبَسَتني | ثَوبَ الهَوانِ وَمَلبَسُ البُأَساءِ |
أَن في رَحيبِ رحاب جودِكَ مَوجدي | وَرِضاكَ يا مَولايَ من شُفَعائي |
اِن كانَ عِصياني وَسوءُ جِنايَتي | عَظما وَصرت مُهَدَّداً بِجَزائي |
فَفَضاء عَفوِكَ لا حُدودَ لِوُسعِهِ | وَعَلَيهِ مُعتَمِدي وَحُسنُ رَجائي |
يا مَن يَرى ما في الضَميرِ وَلا يَرى | اِنّي رَجوتَكَ اِن تُجيبُ دُعائي |
يا عالَم الشَكوى وَحر تَوجعي | دائي عَظيم القَرح جد بِدَوائي |
بَحَبيبِكَ الهادي سَأَلتُكَ دلني | لِعِلاجِ أَمراضي وَجاب شَفائي |
ثُمَّ الصَلاةُ عَلَيهِ ما هَب الصِبا سُخر فَعطر سائِر الاِرجاء |