فهيّا يا بني الأوطانِ هَيا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فهيّا يا بني الأوطانِ هَيا | فوقتُ فَخَاركم لكمُ تهيا |
أقيموا السرايةَ العظمى سويا | وشنوا غارةَ الهيْجَا مَليا |
فهيّا يا بني الأوطان هيّا | |
عليكم بالسلاحِ أيا أهَالي | ونظمُ صفوفِكم مثلُ اللآلي |
وخوضُوا في دماءِ أوليِ الوبَالِ | فهمُ أعداؤكم في كلِّ حالٍ |
وجورهمُ غَدا فيكم جَليا بنا | |
أما تصغونَ أصواتَ العساكرْ | كوحشٍ قاطع البيداءِ كَاسرْ |
وخبثُ طويةِ الفرقِ الفَواجرْ | ذبيحٌ بينكم بظبا البَواترْ |
ولا يبقون فيكم قط حيَّا | |
عليكم بالسلاحِ أيا أهالي | |
فماذا تبتغي منَّا الجنودُ | وهم همجٌ وأخلاطٌ عبيدُ |
كذا أهلُ الخيانة والوعودُ | كذاك ملوك بغيٍ لن يَسُودوا |
تعصبهم لنا لم يُجدِ شَيّا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
لمن جعلوا السلاسلَ والقيودَا | وأغلالاً وأطراقاً حَديدا |
لأهل فَرنسا ليرُوْا عَبيدا | وليس مرامُهم هذا جَديدا |
أما هذا عجيب يا أُخيّا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
وكيف يسوغُ أن نرضى رِعاعاً | من الأغراب يبغون ارتفاعا |
ويجري شَرعُهم فينا شِراعا | وأنذالاً لديهم لا نُراعي |
رعايا بل نُكِبُّ على المحيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
إلهي كيف يقهرنا ملوكُ | بسُبل العدل ليس لهم سلوكُ |
وأنذالٌ للاستعبادِ حِيكوا | وما في الفخرِ يَشركُنا شَرِيك |
ولا أحدٌ به أبدا حريَّا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
فقل لهم أيا أهلَ المظالمْ | وأربابَ الجرائم والمآثمْ |
أما تخشونَ من تلك المحارمْ | كذا أهلُ الخيانةِ للمكارمْ |
وظلمهم لقد بلغ الثريا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
أحِلُّوا الخوفَ نحوكم أماما | وخَلُّوا العدل عندكم إماما |
ونقضكم لمواطنكم ذماما | به تجزون ذلا وانتقاما |
وتكتسبون عند القوم خزيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
فهاكم قد تعسكرتْ الأهالي | وسارتْ كلُّها نحو القتالِ |
لتقتحم المهالكَ لا تُبالي | إذا ماتَ ليثٌ في النزالِ |
تُولدُ أرضُنا شبلاً صبيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
صغيرُ القوم منَّاو الكبيرْ | بحب قتالكم فرحاً يطير |
نحاربكُم وليس لكم نصيرْ | وليس لحربنا أصلاً نصير |
وحاشَ فحولنا يلقوْنَ عَيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
لنا حريةٌ في الكون تسمُو | تزيد إذا الحروب بدتْ وتنمو |
تمانعُ عن بنيها ما يهم | بها ثمراتُ نصرتهم تَتِمُّ |
على نغم المثاني والحُيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
تموتُ عِداتُها موتاً شنيعَا | إذا ما أبصروا عزّاً منيعا |
يحوزُ حماتها مجداً رفيعَا | فويلٌ للذي يبغي الرجُوعا |
لرقٍ يكتسي خطأً وعيَّا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
سندخلُ سِلكَ أرباب الجهادِ | كأسلافٍ لهم طولُ الأيادي |
وننحوا نحوهم في كل نادِ | ونقفُوا فضلهم في كل وادِ |
ونَبلغ في العلا شأوا قصيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | |
نؤمِّل أن نكُونَ لهم فِداءْ | وكل فتىً بفخرِ النصر باءْ |
وأن لا بعدهم نَبقى مساءْ | إذا لم نَنتقمْ لهم العداءْ |
ونأخذُ ثأرهم من كان حيا | |
عليكم بالسلاح أيا أهالي | ونظمُ صفوفِكم مثلُ اللآلي |
وخُوضُوا في دماءِ أولي الوبالِ | فهم أعداؤكم في كل حالِ |
وجورُهم غدا فيكم جَليا |