لا زلتَ تسمو في الفخارِ وتعْظمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا زلتَ تسمو في الفخارِ وتعْظمُ | فلأنت صدرٌ في الوزارة أعظمُ |
نهضتْ بك العلياءُ من مصرٍ إلى | استانة بفم الموالي تلثمُ |
يا حبذا دارُ السعادة مقصداً | هي كعبةُ كلٌ إليها يُحرِم |
حرمٌ به ملكُ الملوك أجلُّهم | خاقانُ أهل الخافقيْن الأكرم |
حرمٌ به ظل الإله على الورى | حامى حماةَ الدين ليثٌ ضَيغم |
فدخلتَ في ذاك الحمى مُتيامناً | ويحفك الإقبالُ أين تُيَمِّم |
ودنوتَ من | |
لنور حولك أنجمُ | |
إلهامُ باشا ناجبٌ من ناجبٍ | من طيب غرسِ أصوله هو مُلْهَمُ |
ما أنجزَ الإقبالُ نحوك وعدَه | إلا وأعجزَ وهمَ من يتوهَّم |
هي منةُ المنّان فاشكر فضله | هي نعمةُ الرحمن جلَّ المنعم |
ما كل ساعٍ يُدرك العليا ولا | داعٍ يُجاب لما دعاه ويَغنم |
يا أيها المولىِّ مصرَه | كلُّ يظن الخيرَ فيك ويَعْشَمُ |
كلٌّ تفاءل بالنجاح وبالهنا | حَسْبانُ جدِّك صائبٌ لا يُثلم |
جدٌّ رأى فيك الشهامةَ في الصبا | إذ أنت مُغرىً بالمعالي مغرم |
جدٌّ توسم فيك تبلغُ شأوَه | فبلغته لا خابَ فيك توسُّم |
جد تفرسَ فيك تقفو إثرَه | ولطالما أمسى به يترنم |
إذا أحسنتْ فيك الفراسةُ رأيها | فدليل حسنُ الظنِ فيك مُسلَّم |
رَحِمٌ خطيرُ القدرِ منك وصلته | وبمثلهِ أنت الأبرُّ الأرحم |
طرّقت أجياد الأماجِد بالندى | كلٌ بجودِك واثقٌ مستعصم |
رأيٌ سديدٌ للسداد موفّقٌ | باعٌ مديدٌ بالسخا يتكرم |
وسما بك الدينُ الحنيفُ جلالةً | فالدينُ إذ ترعاه دينٌ قيِّم |
لك همةُ هامُ الكواكب دونها | لك عزمةٌ هي غاربٌ لا منسم |
إن أضمرتْ ودَّ العزيز نفوسُنا | سرُّ الضمير يكادُ يُظهره الفم |
وإن اشتكت مصر نواهُ برهةً | وغدتْ لبشرى عَوده تتنسم |
فمع السيادة والسعادة سائرٌ | ومع الكرامة بالسلامة يقدم |
هو خاطبُ العلياء وهي تسومه | هو طالبُ الجوزاء وهي السلم |
شهمٌ جلا في قاب مضمار العلا | سهمَ السباق فحاز ما لا يُسْهم |
لا ينكر الركنُ اليماني يُمنَه | ونداه يعرفه العذيْيبُ وزمزم |
شُدْ بيتَ مجدك بالهناء موثلاً | هذا بناءٌ مثل عدلك مُحكَم |
إن شدتُ فيكِ قصائدي أنشدتها | درراً لغيرك لا تكاد تنظم |
إن صادفت منك القبولَ فسعدُها | في ظل أفنانِ القبول مخيم |
دمْ في جليل الملكِ واحكمْ واحتكمْ | لا زلتَ تسمو في الفخارِ وتعظم |