بدأت بعتب كان فرعاً بلا أصل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بدأتَ بعتبٍ كان فرعاً بلا أصلِ | ولم تنتظر عُذري فتقبض عن عَذلي |
فلا تتسرع بالعتاب فمنكرٌ | تسرُّع خِلٍّ بالعتاب إلى خلّ |
وكلُّ عتاب كانَ صعباً تضيَّقت | مسالكُه ألجا إلى الكَذِب السَّهلِ |
وما حَسَنٌ في كلِّ يوم تعاتُبٌ | ولا يحسن التفنيد في الجدِّ والهَزلِ |
تَعاتُبُنا يزري علينا وإنما | تعاتُبُ أهل العقل من أكمل العقلِ |
وقد تُذعِن الأسيافُ وهي صديئةٌ | وما كلّ حينٍ يُبذَل السيف للصَّقلِ |
وقد قيل يُبلي الثوبَ من قبل حِينه | مُقاساتُه قبل التدنُّسِ بالغسلِ |
تَخالُفُنا عند الزِّيارات هَيِّنٌ | إذا ما اتَّفقنا في الإخاءِ على شكلِ |
فإن قلتَ لي أين القيام بحقِّنا | فإنَّ جوابي أين أخذُكَ بالفضلِ |
وتسألني ما الفرق بين تَواصُلٍ | وهجرٍ لتوكيد الحقائق والمطلِ |
حفاظُ الفتى في غَيبه ووفاؤه | هو الفرق ما بين القطيعة والوصلِ |
* * * | |
وما غائبٌ مَن غاب وهو محافظٌ | وما زائرٌ مَن زارَ وهو على رَحلِ |
قيامي على رأسي بواجب إخوتي | يقلُّ لهم كيف القيام على رِجلي |
فجسمك إن يَختلَّه الوَعكُ ساعةً | فما قدرُك العالي لدينا بمختلِّ |
وما أنت بالمُعتلِّ وحدك إنما | نفوس ذوي الألباب في حال معتلِّ |
وما بُرْؤُك المأمول برؤك وحده | ولكنَّه برء العلوم من الجهل |
أذنت أبا بكر بِليلِ تفرُّقٍ | وما أنت إلا الشمس قاربْتَ للأفلِ |
لأستوحِشَن إن غاب شخصك وحشةً | تحيِّر إن القول يكفي عن العزلِ |
وهبني أكافي القولَ بالقول جاهداً | فمَن ذا يكافي الفعلَ عنّيَ بالفِعلِ |