إقبالهن بشارة الإقبال
![إقبالهن بشارة الإقبال](http://islamarchive.cc/upload/poems/absi.jpeg)
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ | وحضورُهنَّ حضورُ حُسنِ الحالِ |
هُنَّ الغواني بالجمال عن الحُلى | فجمالُهنَّ يفوق حَليَ الحالِِ |
إنعامُهنَّ لنا طليعة نعمةٍ | موصولةٍ بمقدّماتِ وصالِ |
شُبنَ الملاحةَ بالدلال وأُشرِبَت | بقلوبهن حلاوةُ الإدلالِ |
ذُلُّ اليَسير بطرفهنَّ وفوقه | عَقدُ الحواجب فيه تِيهُ الغالي |
واذا اهتزَزنَ لنا تهزُّ قلوبَنا | هيفُ الخصور ورُجَّحُ الأكفالِ |
يُشفى العليلُ بأُنسهن كمثل ما | تُشفى العِطاشُ ببارد السلسالِ |
فالشَّيب أسخطهنَّ من بعد الرضا | والعُدم علَّمهنَّ صفح الحالِ |
قد يُستَفاد المالُ بعد نفاده | والشَّيب أعيا حيلةَ المحتالِ |
فطمعتُ في نصف الرضا ويئستُ من | نصفٍ لإعدامي وشيب قذالي |
* * * * | |
قُم يا غلام فسلِّ قلبي بالتي | فيها السلوُّ عن الملول السالي |
كيف الصلاح وقد بُليتُ بشادنٍ | في الحسن منفردٍ بغير مثال |
لم أُنصِف المعشوقَ إذ شَبَّهتُه | قَدَّ القضيب وصورةَ التمثال |
فإذا تلفَّت أو رنا فارغب به | عن جيد مُغزِلةٍ وعين غزال |
وطراز طُرَّتِه ونور جبينهِ | يُنسيكَ كلَّ دجىً وكلَّ هلال |
وتشعشع الخدَّين من ماء الحيا | كرحيق خمرٍ مُشرَبٍ بزلال |
نزه العيون جلاؤهنَّ من الحيا | ولكل قلبٍ في البصيرة خالِ |
تَبلى الرياضُ وكلُ روضٍ وافرٍ | وندى البَريديينَ ليس ببال |
عزُّ البريديين أحسن منظراً | للناس فيه حدائق الآمال |
* * * * | |
إقبالُ دولتهم على كلِّ الورى | مُتَتابِعٌ بعوائد الإقبال |
قد كادت الأرزاق تُقفَل فانبرت | بركاتُهم بمفاتح الأقفالِ |
وهُمُ الثلاثة شَبَّ فيهم رابعٌ | من ذي المعالي وهو جدٌّ عال |
أيّامُكم في العالمين كأنَّها | من حسنها مصقولة بصقال |
عظمت كفايتُكم وجلّ غَناؤكم | فبكم تسير سوائرُ الأمثالِ |
في الأرض ذلك في السماوات العُلى | تُدعَونَ سادةَ سادةِ العُمّالِ |
ما قلتُ زوراً إنَّ بَسطَ نوالكم | في الأرض أفضلُ صالح الأعمالِ |
مَن شاء فليقتل لذلك نفسَه | أسفاً وربَّ تأسُّفٍ قَتّالِ |
فليرغم الحسّادُ إنَّ خدودهم | حُطَّت لمَوطَأكم نِعَالَ نِعَالِ |
هلا أتوا بخلائقٍ كخلائق | فيكم مبرزة بكل كمالِ |
* * * * | |
لم ينقموا إلا التيقظ منكمُ | وتحفُّظ الغَفَلات والإغفالِ |
فرأوا مساعيَهم قرارةَ وهدةٍ | ورأوا مساعيَكم سماءَ معالِ |
فبمثل ذا عنَد الحسود وإنما | بسَخى القلوبِ تفاوُتُ الأحوالِ |
أوَ ما ترى رجلاً يقوم مقامةً | ما إن يقوم بها ألُوفُ رجالِ |
هذا أبو عبد الإله يمدُّه | شكرُ الإله بفضله المتوالي |
لو ضُمَّت الدنيا إليه بأسرها | لاقتادها من نعله بقِبالِ |
ما ذاك في القرطاس نِقساً إنما | هو كشف كربٍ أو حلول وَبالِ |
وإذا سمعتَ صرير أقلامٍ له | فزئير أُسدٍ في حمى الأشبالِ |
ويبعثر الجيش العرمرم واصفاً | كيداً يصاول صولةَ الأبطالِ |
ما أشرف القلم المشرِّفَ أهله | ضخم المَريرة وهو نِضو هُزالِ |
* * * * | |
يمشي مُكِبّاً والخُطا من مشيه | طُرق الغنى وطوارق الأهوال |
ويمجُّ رَعفاً لا يملُّ لسانُهُ | ويفيض بالآمالِ والآجالِ |
يا أحمد بن محمدٍ حمداً لمن | جعل الفضائلَ في ذوي الإفضالِ |
قال النَّبيُّ يدُ الذي يعطي هي ال | عليا وأنت على الأنام العالي |
ويداك قد عَلَتا على أيدي الورى | بجلال قدرك فوق كلِّ جلالِ |
ولقد حرستَ مواهبَ اللَه التي | أُوتيتَ بالإحسانِ والإجمالِ |
فاللَه بالبركات خصَّك إذ رأى | نعماك قد كَلِفَت بهَدِّ جِبالِ |
فمؤمَّل العافين أنت وأنت ذخ | ر الأولياء وكنز بيت المالِ |
واللَه يحمل ذاك عنك بأسره | شكراً لأنك حامل الأثقالِ |
واللَهُ يؤتي فضلَه ومزيدَه | من شاء غير مُدافَع الأفعالِ |
لا زلتَ في نعمٍ تُزاد بشكرها | مدداً من الإعظام والإجلالِ |