تجيء من الغيب فاتنْ .. |
تطلُّ على الشرفة الشاعرةْ |
تنازع حزن السنين الطوال |
وترقد في آخر الذاكرةْ ..! |
هنا حيثُ لا شيء يبدو |
ولا شيء يخفى |
وحيث يغال الطريق الطريقْ |
وحيدًا على الشرفة الحائرةْ .......! |
وفي الأفْقِ سورٌ .. وفوقَ الجبينِ |
بكائيةٌ في دمي ثائرةْ |
وعينايَ لا قطعة من طريقٍ .. |
ولا هيَ في غيِّها سادرةْ |
أضمِّخُ با الريحِ وجهيْ |
أعَضُّ الملوحةَ بالشفتينِ |
وأشربُ من دمعةٍ غائرةْ ..! |
*** |
كأنَّ النهارَ ..تثاءبَ |
نامَ الشعاعُ على ساعدِ البحرِ |
وانداحَ بالأفْقِ لون الغروب |
تجيء من الغيب ( فاتنْ ) |
تسيلُ لقلبي لعاب التذكُّرِ |
تجتاحُ با الحزنِ كلَّ الدروبْ |
تنادي : |
( احتضنِّي ..فبرد الردى في عروقي |
وما عدتُ أقوى عويل الرياحْ |
فخذني بدفئكَ وهمًا جديدًا |
وفوقَ شفاهكَ حلْمًا متاحْ |
تنااادي .. |
فتمطرني غيمةُ الحزنِ |
تصتكُّ أضلاعي المنهكاتِ |
وتلفحني نسماتُ الشحوبْ |
وحيدًا على الشرفةِ الحائرةْ |
على الدرب سرَّحتُ عيني |
تنفَّستُ من رئة العابرين |
وأشرعتُ للريحِ حلمي العتيقْ |
ولا شيء في الكونِ يبدو طليقْ |
كأنَّ المدينةَ في قبضةِ الضوءِ |
حتى العبور بقيدِ الطريقْ ..!! |
لا شيء في الكونِ يبدو طليقْ |
سوى بعض أحلامكَ المترفاتِ |
تناثرْنَ بالأفْقِ مثل النجومِ |
لتصبغْنَهُ كبرياءً صفيقْ |
سوى .. أنتَ |
فاتن |
وآهٍ لــ فاتنْ |
تروحُ وميضًا وتغدو بريقْ |
هنا حيثُ ظلَّ انطلاقكَ |
ما بينَ أنتَ وأنتَ |
وما بين فاتنْ وفاتنْ |
تعلَّقَ بالأفْقِ حلمٌ غريقْ |
هنا حيث لاشيء يبدو |
ولا شيء يخفى |
هنا ..حيث تستمطر الحزنَ |
تسْتحلبُ الجرحَ |
تنفُخُ بالأفْقِ |
لا شيء يغريكَ غير الشهيقْ .........!! |