قفي قليلاً دعي التجريحَ والعتبا |
واصغي لآخر طيرٍ في الهوى نعبا |
هذي شجوني لعلي اليومَ أنثرها |
على السطورِ فلا تستلطفي الغضبا |
في أذن هذا الدجى ألقيتُ خاطرتي |
فخلتُ أن الهوى قد صاغها أدبا |
أنا سرابٌ وحبي مزنة وقفت |
لم تحجبِ الشمسَ أو تستجمع السحبا |
أنا دموعٌ وحبي مقلة كُحِلتْ |
لو تنثر الدمع سال الكحل وانسكبا |
أنا شراعٌ وقلبي مركب قلقٌ |
أنا غناءٌ وأذني تجهلُ الطربا |
*** |
يادمعةً في عيونِ الليلِ تسألني |
عن الحنينِ .. عن الأمس الذي ذهبا |
عن الطيورِ عن الروض الذي ابتسمتْ |
به الحياةُ عن الشعر الذي تعبا |
لا تعذليني فما كانت محبَّتنا |
إلاَّ بصيصًا من الأحلام مضطربا |
وهل تركنا صدى في أذنِ حاضرنا |
نحيي به الليل أو نجلو به الصخبا ؟! |
لا .. ما أرى يافتاتي في حقائبنا |
شيئًا إذا ماصمدنا اليوم مرتقبا |
إني وإياك وردٌ لا أريجَ له |
حتى الفراش على خديه منتحبا ..! |
*** |
تمضي ثواني الدجى تمتطُّ أرجلها |
والعمر مازال في جفنيَّ مكتئبا |
وأنتِ ياساعةً مشلولة عبثت |
بخاطري وتولَّت تنكر السببا |
ماذا تريدين مني رحلتي تعبتْ |
مهاجرًا لم أزل بالحب مغتربا |
أبيعُ في غابة الأحزانِ أغنيتي |
وأشتري لبقايا نارنا حطبا |
حتى رجعتُ وأنفاسي معذبة |
حزينة وجدار اليأس منتصبا |
ولم يهب حبنا عن رحلتي ثمنًا |
غير الرماد فهل نحيا بما وهبا؟!! |
**** |
إذا تأمَّلت يومًا يامعذِّبتي |
هذي الحروف التي لم تعرف الكذبا |
فإنها ساعة من خاطري سقطتْ |
أضعتها بينما استلهم الهربا |
فلتحفظيها لعلَّ الحب يجهلها |
عندي ( كآخر حرفٍ في الهوى كُتِبا ) |