لقد توقفت لو أن الهوى وقفا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد توقَّفت لو أنَّ الهوى وقفا | وما كشفتُ الهوى لكن هو انكشفا |
لم أشكُ حتى طغى شوقي على جلدي | وقال لي اختر الشكوى أو التلفا |
فأحي إن شئتَ أو اقتل على ثقةٍ | وأنت تأتي الذي تأتيه معترِفا |
لم لا أُخاطِر في بحر الهوى طمعاً | في درَّةٍ أُلبسَت من نعمةٍ صدفا |
لا تسألنّي وسل جفنيك عن خبري | فقد ضعفتُ عن الشكوى كما ضعفا |
وكيف أُنبيك عن جسمي ودقَّتِهِ | وأنت تهدي له من قدِّك القَصَفا |
أرى هواي جليلاً في لطافته | كمثل جسمك فيما جلَّ أو لطفا |
جسم تناهت به أشكالُ صنعته | فقد تفاوت فيه وصفُ من وصفا |
تفرَّق الحسنُ في تأليفه فرقاً | فصار مفترقاً بالحسن مؤتلفا |
مقسَّماً قسماً قد لانَ ثُمَّ دنا | بل دقَّ ثم علا بل رقَّ ثم صفا |
إذا تهادى رأيتَ الموج مضطرباً | وإن تثنّى رأيتَ الغصن منعطفا |
غصن إذا اهتزَّ تهتز القلوب له | مما يلين فلولا لينه انقصفا |
يثنيه لينٌ وتعديل يقوِّمه | فحين يمشي يحاكي اللام والألفا |
سبَى فؤادي بألفاظٍ يفصِّلُها | برقُ ابتسامٍ جرى للعقل مختطِفا |
برقٌ رجوتُ به غيثاً زرعتُ له | بين الحشا طمعاً قد صار لي أسفا |
فأسقِ روض الهوى غيثَ المنى فعسى | أن نجتني ثمراً للوصل أو طُرَفا |
مَلِّكنيَ الوصلَ يوماً إذ بذا رمقي | وملِّكنّي قدوداً تُشبه الألفا |
حويت حسناً وعقلاً إن ترد لهما | صيانةً فتوقَّ العُجب والصَّلفا |
حزتَ الجمال فإن رمتَ الكمال فلا | تستعمل الغدرَ في عهد ولا خُلُفا |
أحسِن أبا حسنٍ إن المحبَّ إذا | وافى الحبيبَ له عند الضَّمانِ وفى |