يا حزْبنَا قمْ بنا نسودُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا حزْبنَا قمْ بنا نسودُ | فنحن في حرْبنا أُسودُ |
عند اللقا بأسنا شديدُ | هامُ عدانا لها حصيدُ |
نحن البهاليلُ في المعاركْ | نحن الصناديدُ في المهالك |
سهامنا أنجمُ الحوالك | بنورها يهتدي الوجودُ |
نحن ليوثُ الشرى كماةُ | نحن لأوطاننا حُماةُ |
ونحن بين الورى سراةُ | يبْنى ذُرى مَجدنا سعيد |
جميعُنا يعشق الحروبا | وجمْعُنا يألفُ الخطوبا |
هل نأنف الهولَ والكروبا | وعشينا عندها رغيد |
تحت ظلالِ السيوفِ نُرزقُ | ورمحنا الموتُ وهو أزرقُ |
بياضُ فجر الفخار أشرقُ | به ليالي العدوّ سودُ |
في كل ماضٍ من الزمانِ | ماضي سيوفِ الوغى يماني |
ما ثم من بات في أمان | إلا له عندنا عهود |
لمصرنا سالفُ المزيّهْ | قد مدّنتْ سائرَ البريهْ |
منها أثينا غدت مليه | بحكمةٍ قصرُها مَشيدُ |
كالشمس فضلٌ لعين شمس | وأُنسُ منفٍ أجلُّ أنسِ |
ووشْى تنِّيسَ غيرُ منسى | من حسنه الدهر يستفيد |
وفخر طيوى قديمُ عهد | أبوابها محكماتُ عُمْدِ |
وحصرُها عن صحيح عدِّ | في مائةٍ كلها شهودُ |
لفضل مصر أجلُّ مَظْهر | وخيرُها للبلاد يُنثرْ |
ونيلها العذب فهو كَوثَرْ | منهلُه زانَه الورود |
حصوننا سامتْ الشواهقُ | أفواهُها تقذف الصواعقُ |
إن سامها ماكرٌ منافقُ | في حقه يَصدقُ الوعيدُ |
أهواننا تورِثُ الهوانا | لكل منْ مالَ عن هَوانا |
سعيرُها للذي تَوانى | فهو لنيرانها وَقودُ |
فخارُنا في اقتحام خَطْبٍ | فنونُ ضربٍ ضروبُ حَرْبٍ |
لحوْزِ سلمٍ وحرْزِ سَلب | وأسرِ أسدٍ لها نَصيد |
كرامٌ ضباطنا أكارمُ | آدابهم تَبْتغي المَكارمُ |
وهم إذا أقْبلَ المصادمُ | ليوثُ كرٍ وذا طريد |
في موقف الحرب والمنونِ | تطرُ بنا نَغَمةُ اللُحونِ |
بكل ضربٍ من الفنونِ | وبحرُ أهزَاجها مديد |
أيامُنا كلها مواسمُ | ثُغورها بالهنا بَراسمُ |
ومن أتى حيَّنا يُزاحمُ | فنحرهُ للنسورِ عيدُ |