لي حبيب قد شفَّني وبراني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لي حبيب قد شفَّني وبراني | هو دانٍ ووصلُه غير دانِ |
إنما حسرتي لقلَّة حظي | من حبيب أراه نصب عياني |
أنا كالسبط مات وهو يرى الما | ءَ وشيكاً بغلة الظمآنِ |
أنا راضٍ بأن أموت كريماً | وأصونَ الهوى عن الإعلانِ |
لم أجد في الهوى مُعيناً أميناً | فلذاك استعنتُ بالكتمانِ |
وإذا ما الحبيب كان مَصوناً | صنتُ ودي له وصنتُ لساني |
بي حذارٌ إذا أردتُ أُسميِّ | ه كأني أفطرتُ في رمضان |
قد تجافيتُ عن هواه لإبقا | ئي عليهِ ولو درى ما جفاني |
فكأني على صراطٍ من الصَّب | رِ أُرَجّي به حلولَ الجنانِ |
كان ظنّي به جميلاً فصَرَّف | تُ ظنوني إلى وجوهٍ حسانِ |
سوف أُخلي له فؤادي وعَينَي | يَ فعَلّي أخلو به في مكانِ |
أو عسى أن أنال ما أتمنّى | فألاقي مفتاح باب الأماني |
قد كتمنا الهوى مكاتمة الخو | ف عسى أن نفوز فوز البيان |
فهجرناكمُ وسبحان مَن يَع | لَمُ ما تحت ذلك الهجرانِ |
نار شوقٍ بلا دخانٍ تَلَظّى | هل رأيتم ناراً بغير دخانِ |
كيف لا أتَّقي الهوى بتوقٍ | والهوى من محفِّزات الهوان |
بيَ سكرٌ وقد تغافلتُ عنه | وطريفٌ تغافُل السكرانِ |
غالطت عينيَ الرقيبَ عياناً | ومليحٌ مخالطات العيانِ |
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً | وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ |
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن | في فؤادي ما لا يؤدّي لساني |
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن | سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ |
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص | لِ فأنجو من سخطة الهجرانِ |