أيها الفاتكُ الأثيمُ رويداً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيها الفاتكُ الأثيمُ رويداً | كل يومٍ تكيدُ للتاج كيدا |
لا أرى التاجَ في البرية إلا | فلكاً دائراً وأخذاً وردا |
يتخطى الرءوس رأساً فرأسا | ماشياً في العُصورِ عهداً فعهدا |
فمحالٌ أن يهدِمَ المرءُ صَرحاً | أعجزَ الدهرَ بأسه أن يهدا |
عبثاً تقتلُ الملوكَ وعُذراً | لك فيهم لو كنت تحمِلُ حِقدا |
آفةُ العَقلِ أن يرى الحمدَ ذَماً | ويرى الخُطَّةَ الدنيئة حمدا |
لا يبالي بالموت من عرفَ المو | تَ ومَن لا يرى من الموتِ بدا |
غيرَ أن الآجالَ فينا حدودٌ | كلُّ حيٍّ تراهُ يَطلُبُ حَدَّا |
أي جفنٍ أجريتَ منهُ دموعاً | كان لولاكَ في السماكين بُعدا |
أي رَوعٍ أسكنته في فؤادٍ | كان في فادحِ الحوادثِ جَلدا |
ما بكى الفونس خشيةً بل غراماً | ودموعُ الغرامِ أَشرفُ قَصدا |
إنَّ قلبَ الجبانِ يَخفق رُعباً | غيرَ قلبِ المحبِّ يخفُقُ وَجدا |
كان بين الحياةِ والموتِ شبرٌ | بُدِّل النحسُ في مجارِيهِ سعدا |
فرأينا القتيل يَعمُر قصراً | وغريمَ القتيلِ يَعمُر لَحدا |
أَنت تقضى والله يقضى بعدلٍ | في البرايا والله أكبر أيدا |
جَمرةٌ أطفأَ القضاءُ لظاها | فغدا جمرُها سلاماً وبردا |
إنَّ للمالِك الكريم قلوباً | وقفت بينه وبينكَ سدا |
فافتدته فكنَّ خيرَ فِداءٍ | لمليكِ وكان نعمَ المُفدى |