مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مَتى عَطِلَت رُباكِ مِنَ الخِيامِ | سُقيتِ مَعاهِداً صَوبَ الغَمامِ |
لَأَسرَعَ ما أَدالَتكِ اللَيالي | وَأَخلَت عَنكِ عائِرَةَ السَوامِ |
وَقَفتُ بِها عَلى حِلَلٍ بَوالٍ | تُعَفّيها السَوافي بِالقَتامِ |
فَقُلتُ لِفِتيَةٍ مِن آلِ بَدرٍ | كِرامٍ وَالهَوى داءُ الكِرامِ |
قِفوا حَيّوا الدِيارَ فَإِنَّ حَقّاً | عَلَينا أَن نُحَيّي بِالسَلامِ |
حَرامٌ أَن تَخَطّاها المَطايا | وَلَم نَذرِف مِنَ الدَمعِ السِجامِ |
فَأَسرَعَ كُلُّ أَروَعَ مِن قُرَيشٍ | نَماهُ أَبٌ إِلى العَلياءِ نامِ |
فَظَلنا نَنشُدُ العَرصاتِ عَهداً | تَصَرَّمَ وَالأُمورُ إِلى اِنصِرامِ |
وَنَستافُ الثَرى مِنَ بَطنِ فَلجٍ | وَنَستَلِمُ الحِمى أَيَّ اِستِلامِ |
إِلى أَن غاضَتِ العَبَراتُ إِلّا | بَقايا بَينَ أَجفانٍ دَوامِ |
وَرُحنا تَلزَمُ الأَيدي قُلوباً | دَوينَ مِنَ الصَبابَةِ وَالغَرامِ |
هِيَ الأَيّامُ تَجمَعُ بَعدَ بُعدٍ | وَتَفجَعُ بَعدَ قُربٍ وَالتِئامِ |
خَليلَيَّ الهَوى خُلُقٌ كَريمٌ | تُقَصِّرُ عَنهُ أَخلاقُ اللِئامِ |
وَفاءً إِن نَأَت بِالجارِ دارٌ | وَرَعياً لِلمَوَدَّةِ وَالذِمامِ |
أَلا طَرَقَت تَلومُكَ أُمُّ عَمرٍو | وَما لِلغانِياتِ وَلِلمَلامِ |
أَعاذِلَ لَو أَضافَكِ جُنحُ لَيلٍ | إِلَيَّ وَأَنتِ واضِعَةُ اللِثامِ |
لَسَرَّكِ أَن يَكونَ اللَيلُ شَهراً | وَأَلهاكِ السُهادُ عَنِ المَنامِ |
أَعاذِلَ ما أَعَزَّكِ بي إِذا ما | أَتاحَ اللَيلُ وَحشِيَّ الكَلامِ |
وَعَنَّت كُلُّ قافِيَةٍ شَرودٍ | كَلَمحِ البَرقِ أَو لَهَبِ الضِرامِ |
عَلى أَعجازِها قَرمٌ إِذا ما | عَناهُ القَولُ أَوجَزَ في تَمامِ |
شَوارِدُ إِن لَقيتَ بِهِنَّ جَيشاً | صَرَفنَ مَعَرَّةَ الجَيشِ اللُهامِ |
وَإِن نازَعتَهُنَّ الشَربَ كانَت | مُداماً أَو أَلَذَّ مِنَ المُدامِ |
يَثُرنَ عَلى اِمرِىءِ القَيسِ بنِ حُجرٍ | فَما أَحَدٌ يَقومُ بِها مَقامي |
إِلَيكَ خَليفَةَ اللَهِ اِستَقَلَّت | قَلائِصُ مِثلُ مُجفِلَةِ النَعامِ |
تَراها كَالسَراةِ مُعَمَّماتٍ | إلى اللَبّات من جَعدِ اللُغامِ |
تَهاوى بَينَ هَدّارٍ نَجِيٍّ | وَقورِ الرَحلِ طَيّاشِ الزِمامِ |
وَبَينَ شِمِلَّةٍ تَطغى إِذا ما | تَهافَتَتِ المَطِيُّ مِنَ السَئامِ |
جَزَعنَ قَناطِرَ القاطولِ لَيلاً | وَأَعراضَ المَطيرَةِ لِلمُقامِ |
فَعُجنَ بِها وَقَد أَنضى طُلاها | قِرانُ اللَيلِ بِاللَيلِ التَمامِ |
وَكُنَّ نَواهِضَ الأَعناقِ غُلباً | فَعُدنَ وَهُنَّ قُضبانُ الثُمامِ |
فَشَبَّهنا مَواقِعَها بِعِقدٍ | تَساقَطَ مِن فَريدٍ أَو نِظامِ |
وَثُرنَ وَلِلصَباحِ مُعَقِّباتٌ | تُقَلِّصُ عَنهُ أَعجازَ الظَلامِ |
فَلَمّا أَن تَجَلّى قالَ صَحبي | أَضَوءُ الصُبحِ أَم وَجهُ الإِمامِ |
فَقُلتُ كَأَنَّهُ هُوَ مِن بِعيدٍ | وَجَلَّت غُرَّةُ المَلِكِ الهُمامِ |
إِلَيكَ اِبنَ الخَلائِفِ أَزعَجَتنا | دَواعي الوُدِّ وَالهِمَمُ السَوامي |
وَأَنتَ خَليفَةُ اللَهِ المُعَلّى | عَلى الخُلَفاءِ بِالنِعَمِ العِظامِ |
وَليتَ فَلَم تَدَع لِلدّينِ ثَأراً | سُيوفُكَ وَالمُثَقَّفَةُ الدَوامي |
نَصَبتَ المازَيارَ عَلى سَحوقٍ | وَبابَكَ وَالنَصارى في نِظامِ |
مَناظِرُ لا يَزالُ الدينُ مِنها | عَزيزَ النَصرِ مَمنوعَ المَرامِ |
وَقَد كادَت تَزيغُ قُلوبُ قَومٍ | فَأَبرَأتَ القُلوبَ مِنَ السَقامِ |
وَعَمّورِيَّةَ اِبتَدَرَت إِلَيها | بَوادِرُ مِن عَزيزٍ ذي اِنتِقامِ |
فَقَعقَعَتِ السَرايا جانِبَيها | وَأَلحَفَتِ الفَوارِسُ بِالسِهامِ |
رَأَت عَلَمَ الخِلافَةِ في ذُراها | فَخَرَّت بَينَ أَصداءٍ وَهامِ |
وَجَمعُ الزُطِّ حينَ عَموا وَصَمّوا | عِنِ الداعي إِلى دارِ السَلامِ |
أَطَلَّ عَلَيهِمُ يَومٌ عَبوسٌ | تَعَوَّذُ مِنهُ أَيامُ الحِمامِ |
لِيَهنِكَ يا أَبا إِسحقَ مُلكٌ | يَجِلُّ عَنِ المُفاخِرِ وَالمُسامي |
لِسَيفِكَ دانَتِ الدُنيا وَشُدَّت | عُرى الإِسلامِ مِن بَعدِ اِنفِصامِ |
فَأَيِّدنا بِهارونٍ وَإِنّا | لَنَرجو أَن تُعَمَّرَ أَلفَ عامِ |
أَما وَمُحَرِّمِ البَلَدِ الحَرامِ | يَميناً بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ |
لَأَنتُم يا بَني العَباسِ أَولى | بِميراثِ النَبِيِّ مِنَ الأَنامِ |
تُجادِلُ سورَةُ الأَنفالِ عَنكُم | وَفيها مَقنَعٌ لِذَوي الخِصامِ |
وَآثارُ النَبِيِّ وَمُسنَداتٌ | صَوادِعُ بِالحَلالِ وَبِالحَرامِ |
مَوَدَّتُكُم تُمَحِّصُ كُلَّ ذَنبٍ | وَتُقرَنُ بِالصَلاةِ وَبِالصِيامِ |
وَرافِضَةٍ تَقولُ بِشِعبِ رَضوى | إِمامٌ خابَ ذلِكَ مِن إِمامِ |
إِمامي مَن لَهُ سَبعونَ أَلفاً | مِنَ الأَتراكِ مُشرَعَةَ السِهامِ |
إِذا غَضِبوا لِدينِ اللَهِ أَرضَوا | مَضارِبَ كُلِّ هِندِيٍّ حُسامِ |