قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ | حَبسي وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغمَدُ |
أَوَما رَأَيتِ اللَيثَ يَألَفُ غيلَهُ | كِبراً وَأَوباشُ السِباعِ تَرَدَّدُ |
وَالشَمسُ لَولا أَنَّها مَحجوبَةٌ | عَن ناظِرَيكِ لَما أَضاءَ الفَرقَدُ |
وَالبَدرُ يُدرِكُهُ السِرارُ فَتَنجَلي | أَيّامُهُ وَكَأَنَّهُ مُتَجَدِّدُ |
وَالغَيثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى | إِلّا وَرِيِّقُهُ يُراحُ وَيَرعُدُ |
وَالنارُ في أَحجارِها مَخبوءَةٌ | لا تُصطَلى إن لَم تُثِرها الأَزنُدُ |
وَالزاعِبِيَّةُ لا يُقيمُ كُعوبَها | إِلّا الثِقافُ وَجَذوَةٌ تَتَوَقَّدُ |
غِيَرُ اللَيالي بادِئاتٌ عُوَّدٌ | وَالمالُ عارِيَةٌ يُفادُ وَيَنفَدُ |
وَلِكُلِّ حالٍ مُعقِبٌ وَلَرُبَّما | أَجلى لَكَ المَكروهُ عَمّا يُحمَدُ |
لا يُؤيِسَنَّكَ مِن تَفَرُّجِ كُربَةٍ | خَطبٌ رَماكَ بِهِ الزَمانُ الأَنكَدُ |
كَم مِن عَليلٍ قَد تَخَطّاهُ الرّدى | فَنَجا وَماتَ طَبيبُهُ وَالعُوَّدُ |
صَبراً فَإِنَّ الصَبرَ يُعقِبُ راحَةً | وَيَدُ الخَليفَةِ لا تُطاوِلُها يَدُ |
وَالحَبسُ ما لَم تَغشَهُ لِدَنِيَّةٍ | شَنعاءَ نِعمَ المَنزِلُ المُتَوَرَّدُ |
بَيتٌ يُجَدِّدُ لِلكَريمِ كَرامَةً | وَيُزارُ فيهِ وَلا يَزورُ وَيُحفَدُ |
لَو لَم يَكُن في السِجنِ إِلّا أَنَّهُ | لا يَستَذِلُّكَ بِالحِجابِ الأَعبُدُ |
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ إِنَّما | تُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ يا أَحمَدُ |
بَلِّغ أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ | خَوضُ العِدى وَمخاوِفٌ لا تَنفَدُ |
أَنتُم بَني عَمِّ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ | أَولى بِما شَرَعَ النَبِيُّ مُحَمَّدُ |
ما كانَ مِن حَسَنٍ فَأَنتُم أَهلُهُ | طابَت مَغارِسُكُم وَطابَ المَحتِدُ |
أَمِنَ السَوِيَّةِ يااِبنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ | خَصمٌ تُقَرِّبُهُ وَآخَرُ تُبعِدُ |
إِنَّ الَّذينَ سَعَوا إِلَيكَ بِباطِلٍ | أَعداءُ نِعمَتِكَ الَّتي لا تُجحَدُ |
شَهِدوا وَغِبنا عَنهُمُ فَتَحَكَّموا | فينا وَلَيسَ كَغائِبٍ مَن يَشهَدُ |
لَو يَجمَعُ الخَصمَينِ عِندَكَ مَشهَدٌ | يَوماً لَبانَ لَكَ الطَريقُ الأَقصَدُ |
فَلَئِن بَقيتُ عَلى الزَمانِ وَكانَ لي | يَوماً مِنَ المَلِكِ الخَليفَةِ مَقعَدُ |
وَاِحتَجَّ خَصمي وَاِحتَجَجتُ بِحُجَّتي | لَفَلَجتُ في حُجَجي وَخابَ الأَبعَدُ |
وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ في خَلقِهِ | وَإِلَيهِ مَصدَرُنا غَداً وَالمَورِدُ |
وَلَئِن مَضَيتُ لَقَلَّما يَبقى الَّذي | قَد كادَني وَلَيَجمَعَنّا المَوعِدُ |
فَبِأَيِّ ذَنبٍ أَصبَحَت أَعراضُنا | نَهباً يُشيدُ بِها اللَئيمُ الأَوغَدُ |