قبلة إلى بغداد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بنصفِ رغيفٍ، | بنصفِ مجنزرةٍ، | قد رفعتَ الستارْ. | وعَرَّيْتَ ماشاءَ ربُّكَ | كُلَّ الوجوهِ، | لكي يعرفَ النّاسُ | أن الظَّلامَ، | يُعَرِّيهِ بالنّورِ نصفُ قَمرْ. | وأمْهَلَتنا فُسْحَةً | من زمانِ الخِلافةِ | حتى نُعيدَ الموازينَ، | لكِنْ تَعَجَّلْتَ .. | أو قُلْ نَسيتَ | بأنَّكَ لستَ الرشيدَ | وليسَ بنا ذرَّةً من عُمَرْ. | حياتي بحبَّةِ طلٍّ | على نخلةٍ في العراقْ. | تُرَوِّعُها الرِّيحُ من كُلِّ صَوْبٍ | فديتُكَ .. | لو كان سَيْلُ القنابلِ ورداً | يُساقِطُ فوقَ الفُراتِ | لفاضَ الفُراتْ. | أنا مانسيتُكِ ، | لكِنَّنِي ، | بِتُّ منذُ انْحِسارِ الغِطاءِ | عن الشّارِعِ الأَعْجَمِيِّ | أُلَمْلِمُ ما خَلَّفَتْهُ الحوادِثُ | مِمَّا تَبَقَّى من العَرَبِيَّةِ، | أرفو بها شَرْخَ دهرٍ من العُقْمِ | أَوْهَمْتُ نفسي | بأنَّ القصائِدَ | تَرْقَعُ مامَزَّقَ الدَّهْرُ | حتى تَحَجَّرَ في شَفَتَيَّ النَّشيدْ. | فأيْقَنْتُ أَنَّي أُحَدِّثُ نَفْسِي، | وأًَلْفيتُ كُلَّ قريبٍ بعيدْ. | إلى أن تداعى عَلَيَّ الشِّتاءُ | بأَضْرِحَةِ الغابرينَ، | تَبَرَّأْتُ من شارعٍ | يَسْتَلِذُّ بِحَرْقي | وفي صدرهِ جَبَلٌ من جليدْ. | رأوني أُخَضِّبُ كَفِّي | بمِلْحِ الخليجِ، | وأندُبُ، | حتى تمازَجَ دَمْعِيَ بالبحرِ، | لكِنَّهُمْ جَهِلوا | أنَّنِي | لن أُقَبِّلَ كفاًّ | تُشيرُ إلى نَخْلَةٍ | في بلادِ الرشيدْ. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .