أرشيف الشعر العربي

بين يديك

بين يديك

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

كوبان لِلُّقيا ،

وثالثُ للوداعْ .

ما فات فاتَ ،

وما تبقّى للّيالي البيض ِ،

فارْتَشِفي بقاءَكِ من فنائي ..

لم يبقَ لي مما تبقّى

من غنائي ،

غيرُ احْتقان ِ الصّوتِ في رِئَتي

ورجع ِ الأُغنياتْ .

خيطاً من الشوقِ ارْتميتُ

على أنامِلِكِ النّديّةِ

فانسجي وطناً ندِيّاً ..

للطيورِ الخُضرِ

حُرّاً ،

دونَ قافيةٍ ،

على بحرِ الشتاتْ .

ماعُدتُ عُكّازاً

لقافلةِ الظلام ِ ،

خلَعتُ ثوبَ الصّفح ِ

عن نهرٍ يسوقُ إلى جهنّمَ .

خُطوتي ،

لغةٌ

بلا لحنٍ .

ولحني ،

ناصعٌ

كالصبح ِ .

صُبحي ،

وُجهةُ التاريخ ِ

حينَ يُحدّدُ التاريخُ

وُجهتَهُ ..

وينفُذُ من بهاءِ

المُلكِ والملكوتِ

نحوَ بهاءِ جُرحِك ..

فلْتَنْسِجي وطناً

لكلِّ العاشِقينْ .

وخريطةً أشهى ..

بِحَجْم ِ الحبِّ ،

زيتوناً ،

وظِلاًّ للرُّعاةْ .

قبراً بلا نقشٍ

ولا زُوّارَ ،

أرصفةً ،

وشعباً للمُخيّم ِ والرّصيفِ ،

مُخيّماً للجولةِ الأُخرى ..

وقولي :

من لم يمُت بالسّيفِ ماتْ .

من لم يُعِدّ عيالهُ

بيديهِ ، أحزِمةً ،

تَقُضُّ مضاجِعَ الأعداءِ ماتْ .

من لم يُحدّثْ نفسَهُ

بالغزْوِ ماتْ .

من ماتَ مُنتظراً

على بابِ الوُلاةِ تأدُّباً ،

كي يطلبَ الغُفرانَ قبلَ الكرِّ ماتْ .

من قالَ : هب لي يا إلهي ركعتينِ

- بساحةِ الأقصى-

بلا وجعٍ ولا حُمّى ..

فلا رَبِحَتْ تجارتُهُ ..

وماتْ .

خيطاً من الشوق ِ ارْتَمَيْتُ ،

فهل يحُطُّ الموتُ في كفّيكِ

بعضَ خَطِيئَتِي ..؟

أمْ أنّ عبداللهِ ماتْ ..؟؟

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم محمد إبراهيم) .

ها قد علمت

كنت هنا

ساكن الظل

مراوحة

وآخرهم أبو الصعاليك


مشكاة أسفل ١